أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 18 يونيو 2024، عن الموافقة على دواء جديد للوقاية من عدوى فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، وهو ليناكابافير (Lenacapavir) تحت العلامة التجارية يزتيغو (Yeztugo). يمثل هذا الدواء إضافة هامة إلى خيارات الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية، حيث يوفر طريقة جديدة لتقليل خطر الإصابة بالعدوى قبل التعرض لها.
يأتي هذا القرار بعد موافقة الإدارة في ديسمبر 2022 على ليناكابافير، تحت الاسم التجاري سنلينكا (Sunlenca)، لعلاج البالغين المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية المقاوم للأدوية. الآن، مع الموافقة الجديدة، يمكن استخدام هذا الدواء كإجراء وقائي للأفراد المعرضين لخطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.
ما هو ليناكابافير وكيف يعمل؟
ليناكابافير هو دواء مضاد للفيروسات القهقرية يعمل عن طريق استهداف بروتينات معينة في فيروس نقص المناعة البشرية، مما يعطل قدرته على التكاثر وإصابة الخلايا. وفقًا لبيانات شركة جيلياد (Gilead)، الشركة المصنعة للدواء، فإنه يمنع دخول الحمض النووي الفيروسي إلى نواة الخلية، ويعيق تجميع الجسيمات الفيروسية، ويعطل هياكل الفيروس. تعتبر هذه الآلية متعددة الجوانب ميزة رئيسية، حيث تقلل من احتمالية تطور مقاومة الدواء.
طريقة الاستخدام والجرعة
تتكون الجرعة الأولية من حقنة وأقراص ليناكابافير، تليها حقنتان إضافيتان كل ستة أشهر. هذا النمط الجرعي يهدف إلى توفير حماية طويلة الأمد مع تقليل الحاجة إلى تناول الأدوية بشكل يومي. يُعد هذا الدواء مخصصًا للبالغين والمراهقين الذين يبلغ وزنهم 35 كيلوغرامًا أو أكثر.
الآثار الجانبية المحتملة
أظهرت التجارب السريرية أن الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا لحقن ليناكابافير تشمل الغثيان وردود الفعل في موضع الحقن، مثل التورم والألم والاحمرار. قد تظهر أيضًا كتل أو عقيدات، أو سماكة في الجلد، أو حكة في موضع الحقن. عادة ما تكون هذه التفاعلات خفيفة إلى متوسطة، ولكن يجب على المرضى إبلاغ أطبائهم إذا استمرت أو تفاقمت.
تشمل الآثار الجانبية الأقل شيوعًا، ولكن الأكثر خطورة، التي تتطلب عناية طبية فورية: بول داكن، حمى، عدم القدرة على تحريك الذراعين أو الساقين، ألم في المفاصل، براز فاتح اللون، ألم أو ضعف في العضلات، غثيان وقيء شديدين، طفح جلدي، تنميل أو ضعف مفاجئ في الأطراف، تعب غير طبيعي، ألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن، أو فقدان الوزن غير المبرر. قد تشير هذه الأعراض إلى مشاكل في الكبد أو العضلات.
تفاعلات الأدوية المحتملة
من المهم للغاية إبلاغ الطبيب بجميع الأدوية والمكملات الغذائية التي يتناولها المريض قبل البدء في العلاج بـ ليناكابافير. قد يتفاعل هذا الدواء مع بعض الأدوية الأخرى، مما يؤثر على فعاليته أو يزيد من خطر الآثار الجانبية. تشمل الأدوية التي قد تتفاعل مع ليناكابافير بعض أدوية علاج الصرع، وأدوية علاج السرطان، ومضادات الفطريات، وبعض الأدوية المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم. يجب على الطبيب تقييم هذه التفاعلات المحتملة وتعديل الجرعات أو تغيير الأدوية حسب الحاجة.
الأهمية والتأثير على الصحة العامة
يمثل إقرار ليناكابافير كوقاية قبل التعرض لفيروس نقص المناعة البشرية خطوة مهمة في مكافحة هذا الوباء. يوفر هذا الدواء خيارًا جديدًا للأفراد الذين قد لا يتمكنون من الالتزام بالعلاج الوقائي اليومي، مثل الأقراص المضادة للفيروسات القهقرية. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون ليناكابافير مفيدًا بشكل خاص للأفراد الذين يعانون من ظروف صحية تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية. تتوقع شركة جيلياد أن يلعب هذا الدواء دورًا حيويًا في تحقيق هدف إنهاء وباء فيروس نقص المناعة البشرية.
من المتوقع أن تبدأ عمليات توزيع الدواء في الأسواق المستهدفة في الأشهر القادمة. ستراقب إدارة الغذاء والدواء الأمريكية عن كثب فعالية وسلامة الدواء في الاستخدام الحقيقي، وقد تطلب إجراء المزيد من الدراسات لتقييم آثاره طويلة المدى. يجب على المهنيين الصحيين البقاء على اطلاع بأحدث المعلومات حول ليناكابافير وتوجيهات الاستخدام لتقديم أفضل رعاية ممكنة لمرضاهم.






