تعد قصة هاني عبدالقادر موظف دار الأوبرا المصرية، الذي ألقى بنفسه في مياه النيل بمنطقة إمبابة، واحدة من القصص المثيرة للجدل التي تطرح العديد من التساؤلات حول ملابساتها والسبب ورائها.
الحادث وقع قبل أيام قليلة وبالتحديد الجمعة الماضية، وأثار حزن ودهشة الكثيرين، خاصة مع ما تبع ذلك من تفاصيل كشفتها التحقيقات وأبرزها الرسالة التي تركها قبل الانتحار.
رسالة هاني عبدالقادر
قبل وفاته، ترك هاني رسالة حزينة ومؤثرة، حيث كتب فيها عدد من العبارات لظالمه أبرزها: «ستراني في دعائك الذي لا يستجاب».
تضمنت الرسالة التي تركها هاني، تساؤلات وعبارات تحمل ألمًا كبيرًا، حيث قال: «ستراني في مرضك وضعفك وفشلك.. ستراني في عقوق أبنائك.. ستراني في غدر من حولك.. ستراني في هجر أصحابك.. ستراني في أحلامك المحطمة التي لا تتحقق».
هذه الكلمات المؤثرة جعلت الكثيرين يتساءلون عن الأسباب التي دفعت موظف الأوبرا لاتخاذ هذا القرار المأساوي.
تفاصيل حادث موظف الأوبرا
وفقًا للتحقيقات، فقد توجه أحد زملاء هاني إلى منزله يوم الحادث وسلم ابنته الصغرى بعض متعلقاته الشخصية، بما في ذلك هاتفه المحمول وأوراقه الخاصة. وأخبرها أنه ذهب إلى أحد الأماكن القريبة وسيعود في نهاية اليوم. لكن الغياب الطويل لهاني أثار القلق، حيث لم يتمكن أفراد أسرته من التواصل معه، فقاموا بالبحث عنه دون جدوى.
لم يتوصل أفراد العائلة إلى أسباب اختفائه حتى تم اكتشاف جثته في نهر النيل بعد حوالي أسبوع من مغادرته. كانت تلك اللحظة هي الصدمة التي اجتاحت الأسرة، حيث كان من المعتقد أن حياة هاني كانت طبيعية ولم يكن يعاني من أي أمراض نفسية.
من كتب رسالة موظف الأوبرا؟
قبل اختفائه، ترك هاني رسالة مكتوبة بخط اليد. كانت تتحدث عن الظلم والألم الذي تعرض له على يد أحد الأشخاص في عمله، وهو الأمر الذي دفعه لإنهاء حياته.
المفاجأة جاءت عندما أكد زوج شقيقته أن الرسالة المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي مزيفة، مشيرًا إلى أن الرسالة لم تُسلم مع متعلقاته، بل ظهرت فقط بعد العثور على جثمانه. وهذا ما جعل الأسرة تعيد النظر في تلك الرسالة، حيث قارنوا بين الخط الموجود فيها وأوراق أخرى مكتوبة بخط يده، وتأكدوا أن الخط الذي كُتبت به الرسالة ليس له.
وعبرت رضوى، زوجة هاني، عن استغرابها الشديد من فكرة إقدام زوجها على الانتحار. وأكدت أنه كان طبيعيًا خلال الفترة السابقة، ولم تكن هناك أي مؤشرات تدل على وجود ضغوط نفسية. وأضافت أنه اتصل بها يوم الحادث ليطمئن على ابنته التي كانت تضع لمساتها الأخيرة على امتحانات منتصف العام.
من جانبه، أعرب شقيق هاني عن حيرته بشأن الحادث، مؤكدًا أن شقيقه لم يكن يعاني من أي مرض نفسي، وأنه كان يتسم بالتدين، مما يجعل فكرة إنهاء حياته تبدو غير منطقية. وأقرّ بأنه لا يتهم أحدًا بخصوص وفاة شقيقه، لكنه يتمنى أن تكشف التحقيقات عن الحقيقة.
إجراء عاجل من النيابة
أمرت النيابة بإجراء تشريح لجثة الموظف لتحديد سبب ووقت الوفاة، وفتحت تحقيقًا في ملابسات الحادث. كما أعلن الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، تشكيل لجنة للوقوف على ملابسات الحادث، معربًا عن تعازيه لأسرة هاني.
في سياق متصل، طالبت إيناس عز الدين العاملة بدار الأوبر، بفتح تحقيق عاجل في الملابسات المحيطة بالواقعة، موضحةً أن المسؤولين يجب أن يتحملوا عواقب أي تقصير حدث.
كما طالب شقيق موظف الأوبرا، بفتح تحقيق شامل حول الحادث، لأنه يشير إلى وجود شبهة جنائية في وفاته.