حذر خبراء الصحة من الاستخدام المفرط لمثبطات السعال، مؤكدين على أهمية ترك الجسم يقوم بوظيفته الطبيعية في طرد المخاط من الرئتين. يُعد السعال آلية دفاعية مهمة للتخلص من المهيجات والجراثيم، وتثبيطه قد يؤدي إلى تفاقم الحالة الصحية. هذا التحذير يأتي في ظل ارتفاع حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي خلال الأشهر الأخيرة.
أهمية السعال الطبيعي وكيفية التعامل معه
أوضح الدكتور توماس هولتينج، رئيس مركز أمراض الرئة في مستشفى شون كلينيك هامبورج-آيلبيك في ألمانيا، أن السعال ضروري للحفاظ على صحة الجهاز التنفسي. فعندما يتراكم المخاط في الرئتين، فإنه يوفر بيئة مثالية لتكاثر البكتيريا والفيروسات، مما يزيد من خطر الإصابة بالتهابات. لذلك، من الأفضل ترك الجسم يتخلص من هذا المخاط بشكل طبيعي عن طريق السعال.
بدائل آمنة لمثبطات السعال
بدلاً من اللجوء إلى مثبطات السعال، يوصي الخبراء بتدابير بسيطة وفعالة لتخفيف الأعراض. وتشمل هذه التدابير شرب السوائل الدافئة مثل الشاي، مع إضافة ملعقة من العسل، حيث تشير الأدلة إلى أن العسل يخفف من حدة السعال الحاد. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعد استنشاق البخار في ترطيب مجرى الهواء وتسهيل طرد المخاط.
الاستنشاق كعلاج مساعد فعال
يعتبر الاستنشاق من الاستراتيجيات المفيدة في علاج السعال، خاصةً تلك التي تستخدم أجهزة خاصة مثل البخاخات الباردة أو البخاخات بالموجات فوق الصوتية. هذه الأجهزة تحول المحلول الملحي إلى جزيئات صغيرة جدًا تصل إلى الرئتين وتوفر تأثيرًا مرطبًا، مما يسهل عملية السعال. ينتج عن الاستنشاق بداية لتهدئة الممرات الهوائية.
يُفضل استخدام محلول ملحي بسيط في جهاز الاستنشاق، ولكن في حال الرغبة بإضافة زيوت عطرية، يجب استشارة الطبيب أولاً لتجنب أي ردود فعل تحسسية أو تفاقم أعراض الربو. العلاج بالبخار يمكن أن يكون مفيدًا أيضًا في تخفيف الاحتقان.
تعليمات الاستنشاق والوقاية من التلوث
ينبغي أن يستمر الاستنشاق لمدة دقيقتين إلى ثلاث دقائق، ويكرر ذلك مرتين أو ثلاث مرات يوميًا لتحقيق أفضل النتائج. من الضروري أيضًا تنظيف جهاز الاستنشاق جيدًا بعد كل استخدام، لمنع تراكم البكتيريا. يكفي عادةً شطف الجهاز بالماء وفقًا لتعليمات الشركة المصنعة وتركه يجف تمامًا.
تأثير مثبطات السعال على الجهاز المناعي
على الرغم من أن مثبطات السعال قد توفر راحة مؤقتة من الأعراض، إلا أنها قد تعيق قدرة الجسم على التخلص من الملوثات والجراثيم. وفقًا للدكتور هولتينج، فإن قمع السعال قد يؤدي إلى بقاء المخاط في الرئتين، مما يزيد من خطر الإصابة بالتهابات أخرى. التركيز على دعم وظائف الجهاز التنفسي بدلاً من تثبيطها هو النهج الأفضل. صحة الرئة هي الأمر الأهم.
يُذكر أن دراسة حديثة نشرت في مجلة علمية متخصصة، أكدت على أن السعال المنظم يساعد في تقوية الجهاز المناعي وتحسين الاستجابة للعدوى. إلا أن هذا لا يعني تجاهل الحالات التي تستدعي تدخلًا طبيًا فوريًا، مثل السعال المصحوب بحمى شديدة أو ضيق في التنفس.
في الختام، لا تزال التوصيات المتعلقة بالتعامل مع السعال قيد المراجعة المستمرة بناءً على أحدث الأبحاث. من المتوقع أن تصدر وزارة الصحة قريبًا إرشادات محدثة حول استخدام مثبطات السعال والبدائل المتاحة. يجب على الأفراد مراقبة التطورات الصحية وطلب المشورة الطبية عند الحاجة، خاصةً في ظل استمرار انتشار الفيروسات التنفسية المختلفة.






