أكدت مؤسسة القلب الألمانية على أهمية إبلاغ طبيب الأسنان بتاريخ المريض الصحي، خاصةً إذا كان يعاني من أمراض قلبية. فـصحة القلب تلعب دوراً حاسماً في تحديد خطة العلاج المناسبة، وتجنب أي مضاعفات محتملة أثناء إجراءات طب الأسنان المختلفة. يتزايد الوعي بضرورة هذا التنسيق بين الأطباء لضمان سلامة المرضى.
ويعتبر هذا الإجراء وقائياً مهماً، نظراً لأن علاجات الأسنان قد تتطلب استخدام أدوية أو إجراءات يمكن أن تؤثر على وظائف القلب والأوعية الدموية. وترتكز أهمية هذا التنسيق على سلامة المريض وتوفير أفضل رعاية صحية ممكنة.
تأثير الأدوية على صحة القلب
أوضحت المؤسسة أن العديد من مخدرات الأسنان المحلية تحتوي على الأدرينالين، وهو مادة تعمل على تحفيز القلب وزيادة معدل ضرباته. قد يشكل هذا خطرًا على المرضى الذين يعانون من اضطرابات في نظم القلب أو ارتفاع ضغط الدم، حيث يمكن أن يؤدي إلى تفاقم حالتهم.
لذلك، يوصى باستخدام مخدرات بديلة خالية من الأدرينالين في هذه الحالات. يجب على طبيب الأسنان تقييم الحالة الصحية الشاملة للمريض قبل اختيار نوع التخدير المناسب. هذا التقييم يشمل مراجعة التاريخ المرضي والأدوية التي يتناولها المريض.
الأدوية الأخرى والتأثيرات المحتملة
بالإضافة إلى الأدرينالين، قد يكون للأدوية الأخرى المستخدمة في علاج الأسنان تأثيرات جانبية على **صحة القلب**. على سبيل المثال، أدوية سيولة الدم تزيد من خطر النزيف بعد إجراءات الأسنان، مما قد يتطلب احتياطات إضافية.
كما أن بعض الأدوية يمكن أن تسبب جفاف الفم، وهو ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض اللثة والتهابات الفم، والتي بدورها قد تؤثر على **الصحة العامة** بما في ذلك صحة القلب. ينصح المرضى الذين يتناولون أدوية تسبب جفاف الفم بشرب كميات كافية من الماء واستخدام منتجات خاصة لترطيب الفم.
المضادات الحيوية والوقاية من التهاب الشغاف
أشارت المؤسسة إلى أن استخدام المضادات الحيوية قبل إجراءات الأسنان الروتينية أصبح أقل شيوعاً في معظم الحالات. ومع ذلك، قد يوصى بها لبعض المرضى المعرضين لخطر كبير للإصابة بالتهاب الشغاف، وهو التهاب بطانة القلب.
يشمل هؤلاء المرضى أولئك الذين خضعوا لجراحة استبدال صمام القلب أو يعانون من تشوهات خلقية في القلب. تهدف المضادات الحيوية في هذه الحالات إلى منع البكتيريا من دخول مجرى الدم والتسبب في التهاب.
يبدو أن التوجه المستقبلي يركز على البروتوكولات الوقائية المخصصة لكل مريض، وذلك بناءً على تقييم شامل لمخاطرهم الصحية. من المتوقع صدور تحديثات وتوصيات جديدة من قبل المنظمات الصحية العالمية في الربع الأول من عام 2026 بشأن استخدام المضادات الحيوية في علاج الأسنان للمرضى ذوي الحالات القلبية الخاصة. يجب على أطباء الأسنان ومقدمي الرعاية الصحية الاطلاع على أحدث الإرشادات لضمان تقديم أفضل رعاية ممكنة.






