6/8/2025–|آخر تحديث: 11:24 (توقيت مكة)
نقلت صحيفة الغارديان البريطانية تجارب ودوافع بريطانيين تجاوزوا الخمسين عاما من أعمارهم في التحول من شاشة التلفزيون إلى موقع يوتيوب، لافتة إلى أن منحى هذا التحول آخذ بالتصاعد في هذه الفئة العمرية، لما يتميز به “يوتيوب” في عرض المحتوى الأقصر والأكثر تخصصية وشخصية، إلى جانب عدد من السمات الأخرى.
ووفق مسح أجرته هيئة تنظيم الاتصالات والإشراف على البث التلفزيوني البريطانية المستقلة “أوفكوم” (Ofcom)، فقد شاهد البريطانيون فوق سن 55 عاما “يوتيوب” العام الماضي بمعدل الضعف عما شاهدوه في عام 2023.
واستعرضت الغارديان تجارب 6 أشخاص ممن بلغوا الخمسين فما فوق، مع الـ”يوتيوب”، ووقفت على أسباب تفضيلهم له، مقارنة بالتلفزيون الذي نشؤوا عليه.
شخصي ومليء بالكنوز
ويقول لويد، البالغ من العمر (62 عاما)، إن يوتيوب مليء بالكنوز الخفية، مشيرا إلى أن هناك الكثير مما يمكن مشاهدته في مكان واحد أكثر من خدمات البث الأخرى أو قنوات البث، التي قد يصعب التنقل فيها للعثور على ما تريد.
وأضاف “أشعر أن يوتيوب يملأ حاجة لا توفرها الخدمات الأخرى، إنه شخصي للغاية ومكان يمكنك أن تجد فيه أي شيء، وغالبا ما تجد ما تبحث عنه”.
أما ستيف، وعمره (50 عاما)، ويعمل مديرا لخدمة العملاء، فيفضل يوتيوب لأن كثيرا من محتواه يتوافق مع اهتماماته وهواياته، كما يقول، بما في ذلك الموسيقى والتصوير الفوتوغرافي والعلوم ومراجعات الأفلام، ويضيف “ناهيك عن أن كل شيء متاح عند الطلب وأن معظمه متوفر في شكل مقاطع قصيرة (15 إلى 20 دقيقة)”.
ويتفاعل ستيف كذلك مع ما وصفه بـ”كنز اليوتيوب” من العروض الموسيقية الحية، لافتا إلى هناك دائما شيء جديد، أو يبعث على الحنين إلى الماضي لاكتشافه، مضيفا أن التلفزيون التقليدي لا يقترب من الخيارات والمواضيع المتخصصة الموجود على يوتيوب، مثل دروس “أدوبي لايت رووم” أو “أدوبي فوتوشوب”.
محتوى متشابه وممل
وتعبر أندريا، البالغة من العمر (67 عاما)، عن إعجابها بقصر مدة المحتوى على يوتيوب، مما يسهل المشاهدة أثناء تناول الطعام في المطبخ. وتقول أندريا “كان لدي ترخيص تلفزيون لأنني لم أرغب في أن أواجه مشكلة مع السلطات التي تعتقد أنني أشاهد التلفزيون، لكنني ألغيته مؤخرا”، مرجعة السبب إلى أن “بي بي سي” لم تعد تقدم برامج جيدة، مضيفة “لا أهتم بإنتاجها وأشعر أنه متشابه وممل”.
وتفرض السلطات البريطانية على المواطنين رخصة سنوية تكلف 170 جنيها إسترلينيا (نحو 223 دولارا)، لمشاهدة البث المباشر للقنوات التلفزيونية، مع الإشارة إلى أن عدم الترخيص يودي إلى السجن والغرامة، في حين تذهب أموال الترخيص إلى هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.
ويصف ستو سميث (54 عاما)، الذي يعمل مستشارا في تكنولوجيا المعلومات، مشاهدة البث التلفزيوني بالجنون، لافتا إلى أنه لا معنى لضرورة مشاهدة شيء ما في وقت محدد، مضيفا “توقفت عن مشاهدة التلفزيون منذ حوالي 20 عاما عندما ظهر Tivo”.
وقال سميث إنه ومع مرور الوقت أصبح عدم مشاهدة التلفزيون أمرا أسهل، لا سيما مع تحسن خدمة الإنترنت عريض النطاق، وظهور المزيد من خدمات البث. وعن سبب تفضيله يوتيوب، بيّن سميث أنه أفضل بكثير من غيره لأنه يمكّنك من مشاهدة أي شيء من الفضاء السحيق إلى نظرية الكم، لافتا إلى أنه أحب مشاهدة مقاطع فيديو علمية مفصلة وتقنية للغاية.
وبالنسبة إلى جيليان (73 عاما)، وهي سكرتيرة متقاعدة، فبينت أنها تشاهد يوتيوب لأنها لا تجد أي شيء ممتع على التلفزيون الأرضي. وقالت إنها ألغيت ترخيص التلفزيون منذ عامين، مبررة “لم أستطع تحمل ما يسمى بالمشاهير أو الأشخاص الذين يحبون لفت الانتباه إليهم والذين يقاطعون البرنامج، بحيث تضطر إلى النظر إلى وجوههم طوال الوقت”، وأضافت “لا أقصد أن أهاجم المذيعين، ولكن عندما تكبر في السن، تحتاج إلى أن تكون أكثر هدوءا في حياتك، والمذيعون يميلون إلى القفز من الشاشة إليك، لقد سئمت من ذلك”.
ويقول جيري مكارت (60 عاما)، وهو يعمل في الخدمات المالية، إنه انتقل إلى يوتيوب لمشاهدة الأفلام الوثائقية عن العلوم والتاريخ، مضيفا “فجأة أصبح بإمكاني الوصول إلى الكثير من المعلومات”، وأشار إلى أنه يفضل المنصة لأنها تمكنه من التمرير عبر العديد من الموضوعات للعثور على ما يناسب مزاجه، على نحو أفضل بكثير من العروض المتوفرة على التلفزيون.
ويزيد مكارت “يبدو أن يوتيوب يوفر القدرة على الانغماس والإشباع، سواء للتعلم أو الاسترخاء، بطريقة أكثر دقة من التلفزيون أو خدمات البث الأخرى”.