أثار زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون جدلا واسعا على المنصات الرقمية بعد تولي الفريق المرافق له مسح بصماته عقب لقاء جمعه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأكثر من ساعتين بالعاصمة الصينية.
ووثق مقطع فيديو اتخاذ الفريق المرافق للزعيم الكوري الشمالي تدابير استثنائية بعد لقاء بوتين، إذ تم مسح وتعقيم كل ما لامسه كيم جونغ أون، بما في ذلك مسند ظهر وذراعا كرسيه، وتنظيف الطاولة الصغيرة بجانبه وإزالة الكأس التي شرب منها.
ووفقا لتقارير إعلامية، فإن كيم يهدف لحماية معلوماته الشخصية والصحية، والحفاظ على السرية الأمنية، ومنع أي تسريب يمكن أن يكشف عن تحركاته أو تفاصيل لقاءاته.
وكان الزعيم الكوري الشمالي قد سافر إلى بكين بقطاره الأخضر المدرع بالكامل، والذي يضم مكتبا وغرفة اجتماعات ومطعما وصالة ألعاب رياضية، كما حمل معه مرحاضه الخاص لإخفاء أي مؤشرات عن صحته.
وتعود هذه الإجراءات -حسب خبراء- إلى بروتوكول صارم يعود إلى عهد والده كيم جونغ إيل، تشمل المرحاض الخاص وأكياس الفضلات وأعقاب السجائر، من أجل منع أي جهاز استخبارات من الحصول على عينات لفحصها.
وفي السياق ذاته، نقل موقع “نيكي آسيا” عن مسؤول بمخابرات كوريا الجنوبية أن صحة كيم مصيرية بالنسبة لاستقرار النظام في كوريا الشمالية، لذلك تُبذل جهود خاصة لعزل أي شيء يتعلق بذلك.
آراء متباينة
وحظي فيديو مسح بصمات كيم بتعليقات كثيرة على المنصات الرقمية، وقد رصد بعضها برنامج “شبكات” في حلقته بتاريخ (2025/9/4).
ومن بين تلك التعليقات، سلط محمود خطيب الضوء على أهمية التفاصيل الدقيقة في عصرنا الحالي، وكيف يمكن الاستفادة منها في ظل الصراع الخفي لأجهزة الاستخبارات العالمية.
وقال في تغريدته “الحمض النووي لشخص، لعابه، شعره، عرقه.. كل هذا في وقتنا الآن يحكي الكثير عن حالته الصحية وأمراضه ومناعته وحساسيته، ويعتبر نقطة ضعف أمام أي عدو” مشيرا إلى أن زعيم كوريا الشمالية “يعلم مكر وخطط المخابرات الروسية، لذلك يأخذ كل الاحتياط”.
وسار أنس بالاتجاه ذاته مركزا على حرص زعيم كوريا الشمالية على أدق التفاصيل الشخصية قائلا إنه “معروف عنه أنه موسوس والفريق الخاص يمسح أي أثر وراءه، وعنده هواجس استخباراتية مخيفة وحس أمني عالٍ”.
لكن عماد عثمان قلل من الإجراءات التي اتخذها فريق كيم المرافق واعتبرها أمرا طبيعيا، إذ قال “هذا إجراء أمني لحماية العينات البيولوجية للرئيس وقام به من قبل بايدن وبوتين” مؤكدا أنه “بروتوكول أمني متعارف عليه”.
أما أحمد فحاول البحث عن إجابات حول القضية المثارة وأهدافها وتداعياتها المحتملة، معربا عن قناعته بأن الزعيم الكوري الشمالي “لديه اعتقاد أن أعداءه يمكن أن يستخدموا الحمض النووي ويستنسخوا نسخة جديدة منه” قبل أن يتساءل متهكما “هو العالم ناقصة كيم جونغ أون جديد؟”.
يُشار إلى أن حراس كيم ظهروا -عام 2019 بعد اللقاء الشهير مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب– ينظفون أرضية غرفة الفندق وأثاثها لساعات، كما مسحوا الكراسي والطاولات بمطهر قبل جلوسه في لقاءات أخرى.
Published On 4/9/2025
|
آخر تحديث: 19:58 (توقيت مكة)