أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، أن الخلافة الإسلامية ليست غاية تعبدية في حد ذاتها، بل وسيلة لتحقيق مقاصد الحكم الرشيد، التي يمكن تحقيقها اليوم من خلال الدولة الوطنية الحديثة، شريطة أن تكون قائمة على مبادئ العدل والمصلحة العامة.
وأوضح مفتي الديار المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء، أن النبي محمد ﷺ لم يحدد نظام حكم معينًا بعد وفاته، وإنما ترك الأمر لاجتهاد الأمة وفقًا للمصلحة، وهو ما ظهر جليًا في اختلاف طرق اختيار الخلفاء الراشدين، مما يدل على أن شكل الحكم ليس ثابتًا، بل يتغير بما يحقق صالح الأمة.
وأشار إلى أن غياب النصوص القطعية بوجوب شكل محدد للحكم في القرآن والسنة يؤكد أن الإسلام لم يفرض نموذجًا سياسيًا جامدًا، بل وضع قيمًا أساسية مثل العدل، وأداء الأمانات، وتحقيق مصالح الناس، مضيفًا أن الدولة الوطنية الحديثة يمكن أن تكون امتدادًا شرعيًا لنظم الحكم الإسلامي، ما دامت تحقق مقاصد الشريعة وتحفظ الحقوق والحريات.
وشدد على ضرورة تجاوز الجمود الفكري الذي يربط مفهوم الخلافة بشكل تاريخي معين، مشددًا على أن الإسلام يعنى بجوهر الحكم وليس بشكله، داعيًا إلى تحقيق الصلاح للبلاد والعباد وفقًا لروح الشريعة الإسلامية ومقاصدها العليا.
وكان الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، شدد على أن البدعة المذمومة شرعًا هي التي تتضمن الطعن في الدين أو الإضافة إليه بغير دليل.
وقال الدكتور نظير عياد خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج “اسأل المفتي” المذاع على قناة «صدى البلد»، إن قراءة القرآن جماعيًّا، فهي من الأمور المستحبة.
واستشهد مفتي الجمهورية بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»، وقوله: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده».