أثار تفاقم المجاعة في قطاع غزة موجة غضب عارمة في المنصات الرقمية، بعدما باتت سياسة إسرائيلية ممنهجة ترسم مشهدا قاتما لا يقل بشاعة عن المجازر الدموية بالقصف والرصاص.
وبلغة الأرقام، استشهد 19 غزيا من شدة الجوع خلال 24 ساعة، في ظل إغلاق المعابر واشتداد الحصار الإسرائيلي، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية المكتظة على حدود القطاع.
وبناء على ذلك، ارتفع عدد الأطفال الذين توفوا بسبب الجوع ونقص الغذاء من بداية الحرب إلى 76 طفلا كان آخرهم الطفلة رزان أبو زاهر (4 أعوام)، وقبلها بيومين الرضيع جواد الأنقر صاحب الـ35 يوما.
وفي دلالة على خطورة الوضع، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأطفال (يونيسيف) أن قطاع غزة أصبح مقبرة للأطفال بسبب التجويع، مشيرة إلى أن سوء التغذية الحاد للأطفال ارتفع بنسبة 180% منذ بداية العام.
بدورها، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إنها تتلقى رسائل يائسة من غزة تعكس تفاقم المجاعة والأزمة الإنسانية، مؤكدة أن أسعار المواد الغذائية ارتفعت 40 ضعفا، وأن المعاناة في غزة يمكن وقفها إذا تحرك المجتمع الدولي.
وكذلك، وثق مراسل الجزيرة في مدينة غزة أنس الشريف لحظة سقوط سيدة فلسطينية مغشيا عليها من شدة الجوع، أمام بوابة مجمع الشفاء الطبي غربي غزة.
سخط عارم
وأثار سلاح التجويع الإسرائيلي ضد أهل غزة غضبا وسخطا على نطاق واسع في المنصات الفلسطينية والعربية رصد بعضها برنامج “شبكات” في حلقته بتاريخ (2025/7/21).
ومن بين تلك التعليقات، قال عبد الحكيم في تغريدته “سياسة التجويع في غزة ليست فقط حرمانا من الطعام، بل هي خطة ممنهجة لسحق الإرادة، وكسر النفوس”.
وأضاف عبد الحكيم “يمنع عنهم الغذاء والدواء والماء، وتحاصر أحلامهم قبل أجسادهم”.
وفي الإطار ذاته، قالت بيسان “صنوف الموت في غزة، قصف وتدمير وتنكيل وحصار وتجويع”، مشيرة إلى أنها “مجاعة منظمة ممنهجة تقوم بها إسرائيل ضد سكان غزة لم يشهد لها التاريخ مثيلا في ظل صمت عربي وإقليمي ودولي مريب”.
وأعرب محمد الحجري عن قناعته بأن تجويع غزة وحصار أهلها “ليس إلا أداة للتهجير القسري، تهدف إلى جعل الحياة جحيما لا يطاق، وترمي إلى تفريغ غزة من أهلها”.
أما حساب “نبض الأمل” فطالب فورا بفتح المعابر من دون قيد أو شرط، وإدخال الغذاء والدواء بشكل فوري، ومحاكمة الاحتلال على استخدام سلاح التجويع كأداة حرب.
يشار إلى أن برنامج الغذاء العالمي قال إن واحدا من بين كل 3 في قطاع غزة لا يتناولون أي طعام لعدة أيام، أي إن ثلث الغزيين مجوّعون.
ووصف مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تجويع المدنيين في غزة بأنه “جريمة حرب”، مؤكدا أنه لا يجوز استخدام الجوع سلاحا.
وردا على هذه التصريحات الأممية، أمر وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بعدم تمديد تأشيرة إقامة رئيس المكتب الأممي للشؤون الإنسانية في فلسطين، واتهمه بنشر الأكاذيب.
21/7/2025–|آخر تحديث: 19:49 (توقيت مكة)