هل فكرت يومًا في أن اللحوم المتهم الأول في تدمير البيئة، وحدوث الاحتباس الحراري والبصمة الكربونية؟ وذلك نظرًا للآثار الضارة للزراعة الحديثة، نتيجة انبعاث الغازات المضرة للبيئة من تربية الماشية، وتآكل التربة وفقدان التنوع البيئي، بالإضافة إلى تأثير معالجة الأغذية ونقلها.
وقالت بريتا كلاين، المهندسة الزراعية بمكتب الزراعة والطعام الاتحادي في ألمانيا: “بناء على حساباتنا، يأتي ربع الانبعاثات الكربونية من المزرعة إلى شوكة الطعام”، ولكن يجب أن نتوقف عن إبلاغ الأشخاص بأنهم يقومون بكل شيء بصورة خاطئة، فلا يتعين عليهم أن يتوقفوا عن تناول اللحوم، كون اللحوم العضوية التي يتم إنتاجها محليًا جيدة.
في ألمانيا، على سبيل المثال، يتناول الشخص نحو كيلوجرام من اللحوم أسبوعيًا، أي ضعف الكمية الموصى بها، بحسب الجمعية الألمانية للتغذية، رغم أن تقرير التغذية الذي أصدرته وزارة الأغذية والزراعة الألمانية لعام 2023، يشير إلى أن استهلاك اللحوم يتناقص، إذ وصلت نسبة الأشخاص الذين يتناولون اللحوم أو النقانق يوميًا إلى 20% فقط، مقارنة بـ 34% قبل ثمانية أعوام، وفقًا لـ”كلاين”.

الامتناع عن تناول اللحوم

خبيرة التغذية ميلاني كيرك ميتشل، أوضحت قائلة: الأمر لا يتعلق بالامتناع عن تناول اللحوم، ولكن يتعلق بالحد من استهلاكها وتناولها باعتدال، واتباع نظام غذائي نباتي لا يعني أن يصبح الإنسان نباتيًا، ولكن ببساطة عليه زيادة حصة الخضروات في نظامه الغذائي.
إذا قمنا جميعا بخفض استهلاكنا للحوم بواقع النصف، سنقوم بأمر جيد تجاه المناخ، إذ يمكن خفض الانبعاثات بنسبة 27% من خلال نظام غذائي مرن “نصف نباتي”، و 47% من خلال اتباع نظام غذائي كامل، وفقًا لحديث “ميتشل” لوكالة الأنباء الألمانية.
وتوصي الخبيرتان بتعويض البروتين الناقص بسبب تناول لحوم أقل من خلال تناول البقوليات والمكسرات، ولطبخ كرات اللحم يمكن استخدام المشروم بدلًا من اللحم المفروم.

الأنظمة الغذائية المستدامة

بدورها، تدافع المدونة ومؤلفة كتب الطبخ فيرينا هيرش، الخبيرة في الأنظمة الغذائية المستدامة عن إدراج المزيد من الخضروات في الطعام.
ثاني أكبر مخاوف “هيرش” يتمثل في مخلفات الطعام، كونها نشأت في مزرعة عضوية وتعرف جيدًا حجم العمل المبذول لإنتاج الطعام، وتقول: “نصيحتي الأولى للتسوق ليست التفكير في ما إذا كان المنتج موسميًا أو خاليًا من البلاستيك، ولكن ما إذا كان يمكن للشخص أن يتناوله بأكمله”.

شاركها.