يتوقع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لقاءً مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في فلوريدا يوم الأحد لمناقشة اتفاق محتمل لإنهاء الغزو الروسي المستمر لأوكرانيا. يأتي هذا اللقاء في ظل جهود دبلوماسية مكثفة للتوصل إلى حل للصراع الذي دخل عامه الرابع، مع التركيز على مستقبل منطقة دونباس ومحطة زابوروجيا النووية. وتعتبر هذه المحادثات حاسمة في مسار البحث عن السلام في أوكرانيا.
صرح زيلينسكي بأنه يهدف إلى تعزيز الاتفاقيات الثنائية مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن خطة السلام الشاملة تتطلب مشاركة من روسيا وأوروبا. وأكد أن الاتفاق الإطاري مع واشنطن “شبه جاهز” وينتظر توقيعه بعد اللقاء مع ترمب. في الوقت نفسه، لا توجد حالياً أي اتصالات مباشرة بين كييف وموسكو.
جهود أوكرانيا للتوصل إلى اتفاق سلام شامل
يسعى زيلينسكي للحصول على دعم أوروبي في المفاوضات مع الولايات المتحدة، حيث يرغب في حضور قادة أوروبيين الاجتماعات عبر الإنترنت. وأوضح أن خطة السلام، التي وصفها بأنها “جاهزة بنسبة 90%”، لا يمكن إتمامها دون موافقة كل من روسيا وأوروبا، بالإضافة إلى أوكرانيا والولايات المتحدة. وتجري حالياً تعديلات مستمرة على الوثائق التفاوضية من قبل فرق أوكرانية وأميركية.
تشمل هذه الوثائق خطة أمنية لما بعد الحرب واتفاقية لإعادة الإعمار الاقتصادي، والتي قد تتضمن عدة اتفاقيات منفصلة. ومع ذلك، لا تزال بعض القضايا معلقة وتتطلب حسمها على مستوى القادة.
التحضير لانتخابات ما بعد الحرب
بالتوازي مع المفاوضات، تعمل أوكرانيا على تشكيل فريق عمل لتنظيم انتخابات ما بعد الحرب. تتضمن الخطة إجراء استفتاء محتمل حول جوانب من مستقبل البلاد، وهو جزء من خطة السلام الأوسع نطاقاً. وقد عقد زيلينسكي محادثات “جيدة جداً” مع المبعوثين الأميركيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر.
في المقابل، لم يصدر البيت الأبيض أي تعليق رسمي بشأن هذه المحادثات أو احتمال لقاء ترمب بزيلينسكي. ويقضي ترمب حالياً عطلة عيد الميلاد في منتجعه في بالم بيتش.
مواقف الكرملين وتواصله مع واشنطن
في سياق متصل، صرح الكرملين بأن ممثليه تواصلوا مع الولايات المتحدة بتوجيه من الرئيس فلاديمير بوتين. وأفاد المتحدث باسم بوتين، ديمتري بيسكوف، بأن الكرملين اطلع على المعلومات التي قدمها المبعوث كيريل ديميترييف بعد محادثات في ميامي. ووفقاً لمصادر قريبة من الكرملين، تسعى موسكو إلى إدخال تعديلات جوهرية على خطة السلام الأميركية الأوكرانية، بما في ذلك فرض قيود على الجيش الأوكراني.
وتعتبر روسيا خطة النقاط العشرين نقطة انطلاقاً للمفاوضات، لكنها ترى أنها لا تجيب على العديد من التساؤلات. وتشمل مطالب روسيا المتشددة مطالبة كييف بالتخلي عن أراضٍ في دونباس، وهو أمر ترفضه أوكرانيا بشدة.
الضغط على روسيا وخطة السلام البديلة
يرغب زيلينسكي أيضاً في مناقشة كيفية زيادة الضغط على روسيا في حال رفض بوتين توقيع اتفاقية السلام. ويواصل بوتين المطالبة بشروط صارمة، بما في ذلك التخلي عن الأراضي التي لم تتمكن قواته من استعادتها. في المقابل، أشار زيلينسكي إلى انفتاحه على فكرة إنشاء منطقة اقتصادية خاصة في دونباس وسحب القوات، شريطة أن تفعل روسيا المثل.
مع استمرار الضغوط لإنهاء الأعمال العدائية، تواصل القوات الروسية شن غارات صاروخية وطائرات مسيرة على أوكرانيا، مع تركيزها على أوديسا. في الوقت نفسه، تستهدف القوات الأوكرانية مصافي النفط ومحطات الغاز الروسية. وأسفرت الغارات الأخيرة عن سقوط قتلى وجرحى وتضرر البنية التحتية في عدة مدن أوكرانية.
الوضع الحالي يتطلب متابعة دقيقة لتطورات المفاوضات بين زيلينسكي وترمب، ورد فعل الكرملين على أي اتفاق محتمل. من المتوقع أن يكون لقاء فلوريدا حاسماً في تحديد مسار الأزمة الأوكرانية، مع الأخذ في الاعتبار التحديات الكبيرة التي تواجه عملية السلام، بما في ذلك موقف روسيا المتصلب والتوترات المستمرة على الأرض. وستكون ردود الفعل الدولية على أي اتفاق أو فشل في التوصل إلى اتفاق حاسمة أيضاً في تشكيل مستقبل المنطقة. يبقى التسوية السياسية في أوكرانيا هدفاً بعيد المنال، لكن اللقاء المرتقب يمثل فرصة جديدة لتقريب وجهات النظر.






