مؤتمر دولي في الأمم المتحدة: السعودية وفرنسا تقودان جهود تفعيل حل الدولتين

انطلقت اليوم (الإثنين) أعمال مؤتمر دولي في مقر الأمم المتحدة، برعاية مشتركة من المملكة العربية السعودية وفرنسا، لبحث سبل تفعيل حل الدولتين بين الفلسطينيين والإسرائيليين. يأتي هذا الحدث وسط غياب ملحوظ للولايات المتحدة وإسرائيل اللتين قررتا مقاطعة المؤتمر.

خلفية تاريخية وسياسية

يهدف المؤتمر إلى صياغة خارطة طريق تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة، ضمن مبادرة أممية شاملة تهدف إلى إحياء المسار السياسي المتوقف منذ سنوات. ويأتي انعقاد المؤتمر بعد تأجيله في يونيو الماضي نتيجة توتر إقليمي نجم عن هجوم إسرائيلي على إيران. كما يتزامن مع إعلان فرنسي مرتقب خلال الجمعية العامة القادمة للأمم المتحدة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.

تاريخيًا، كان الصراع الفلسطيني الإسرائيلي محورًا رئيسيًا في السياسة الدولية، حيث تسعى العديد من الدول والمنظمات الدولية لإيجاد حل دائم وعادل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني ويحقق السلام في المنطقة. وقد شهدت السنوات الأخيرة جمودًا سياسيًا نتيجة تعقيدات داخلية وإقليمية ودولية.

المواقف الدولية المتباينة

فرنسا أكدت عبر وزير خارجيتها جان نويل بارو أن بلاده ستقود دعوة دولية للاعتراف الجماعي بفلسطين، مع إطلاق نداء دولي من نيويورك بحلول 21 سبتمبر. وأشار بارو إلى توقعات بإدانة حركة حماس والمطالبة بنزع سلاحها كجزء من أي حل دائم.

في المقابل، وصفت الولايات المتحدة المؤتمر بأنه هدية لحماس، معلنة رفضها المشاركة فيه. كما انسحبت إسرائيل رسميًا، مؤكدة أن الأولوية يجب أن تكون لإدانة حماس وإعادة الرهائن.

الدعم الأممي والدور السعودي

رغم الاعتراضات الأمريكية والإسرائيلية، يحظى المؤتمر بدعم أممي واسع استنادًا إلى قرار الجمعية العامة الذي صوّتت لصالحه 143 دولة في مايو الماضي. وتواصل واشنطن استخدام الفيتو لمنع منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

المملكة العربية السعودية تلعب دورًا محوريًا في هذا السياق عبر دعمها للمبادرات السلمية التي تهدف إلى تحقيق الاستقرار الإقليمي والدولي. يعكس هذا الدور التزام المملكة بتعزيز الحلول الدبلوماسية التي تراعي مصالح جميع الأطراف المعنية وتدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ضمن إطار سلام شامل ومستدام.

التحديات والآفاق المستقبلية

يبقى التحدي الأكبر أمام المجتمع الدولي هو كيفية تجاوز العقبات السياسية والأمنية لتحقيق تقدم ملموس نحو حل الدولتين. ومع استمرار الجهود الدبلوماسية بقيادة السعودية وفرنسا ودعم الأمم المتحدة، يبقى الأمل قائمًا لتحقيق اختراق دبلوماسي يعيد الحياة لعملية السلام المتوقفة منذ فترة طويلة.

شاركها.