أكدت جمعية الدعم الديني والروحي لمرضى الطب التلطيفي «لطيف»، أن الإذن الطبي يمثل ”الموافقة المستبصرة“ من المريض البالغ العاقل، أو مَن يمثله، على الإجراءات الطبية اللازمة لحفظ الصحة واستردادها.
وأوضح محمد العمر، صاحب مبادرة الدليل السعودي للإذن الطبي، ورئيس مجلس إدارة جمعية الدعم الديني والروحي لمرضى الطب التلطيفي «لطيف»، أن الإذن الطبي يُعد عقدًا بين المريض والممارس الصحي، والمنشأة الصحية، يتعهد فيه الممارس المؤهل بأن تكون جميع الإجراءات الطبية في مصلحة المريض، ووفق الأصول الطبية المتعارف عليها.

تطبيق الإذن الطبي

وأضاف أن تطبيق الإذن الطبي بصورته الصحيحة يهدف إلى تمكين المرضى من ممارسة حقوقهم الصحية ومعرفتها شرعًا ونظامًا، وتحقيق سلامتهم والتأكيد على التشخيص السليم، والحد من الأخطاء الطبية، وحماية جميع الأطراف «المريض والممارس والمنشأة» قانونيًا، وتحسين تجربة المرضى وكسب رضاهم.

وبيّن أن إقدام الطبيب على أي إجراء طبي، دون أخذ الإذن من المريض، يُعتبر تعديًا يستوجب العقوبة، مستشهدًا بالآية الكريمة ”وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ“، وبالقاعدة الفقهية ”لا يجوز لأحدٍ أن يتصرّف في ملك الغير أو حقه بلا إذن“.
وأشار إلى المادة التاسعة عشرة من نظام مزاولة المهن الصحية التي تنص على ضرورة أخذ رضا المريض قبل أي عمل طبي، وتحدد عقوبات المخالفين.
وأكد أهمية توعية المرضى بمفهوم الإذن الطبي وحقوقهم وواجباتهم، وأن الموافقة على أي إجراء طبي هي ”حق خالص“ للمريض، وأن له الحق في رفض أي إجراء إلا في الحالات الطارئة.
وتابع: يحق للمريض أن يكون ”شريكًا“ مع الفريق الطبي في وضع الخطة العلاجية، وأن يعرف فوائد الإجراءات الطبية وبدائلها ومضاعفاتها المحتملة، مشددًا على ضرورة توقيع نموذج الإذن الطبي قبل أي إجراء، وأن يتم ذلك بإرادة حرة دون إكراه، مع إعطاء المريض مهلة للاستشارة، وحقه في إلغاء موافقته وأخذ نسخة من النموذج.

واجبات المريض

وحدد العمر، واجبات المريض، ومنها قراءة النموذج بعناية وفهم الإجراءات والاستفسار عن أي غموض، والتوقيع على النموذج بالموافقة أو الرفض، والإفصاح عن التاريخ المرضي، والالتزام بالتعليمات الطبية، مشيرًا إلى أن أخذ الإذن يجب أن يتم في مكان مناسب يحفظ خصوصية المريض، وأن الإذن الطبي حق خاص للمريض نفسه، ولا يحق لأي شخص التوقيع نيابة عنه إلا بتوكيل رسمي.

وحدد ثلاث حالات يجوز فيها لولي المريض التوقيع عنه، وهي إذا كان المريض قاصرًا، أو ناقص الأهلية، أو فاقد الأهلية، مؤكدًا أن المرأة كالرجل في هذا الحق، ولا يحق لأحد التوقيع عنها إلا بتوكيل منها، مستندًا إلى قرارات هيئة كبار العلماء.
واستثنى العمر من اشتراط الإذن الطبي، الحالات الإسعافية والطارئة التي تستدعي التدخل لإنقاذ حياة المريض، والحالات التي تقتضيها المصلحة العامة كالأمراض المعدية، وحالات المرضى النفسيين أو العقليين الذين يهددون أنفسهم أو الآخرين.
ودعا الجميع إلى الاطلاع على الدليل السعودي للإذن الطبي وبرنامج ”يحق لك“ للتعرف على حقوق المرضى وواجباتهم، مؤكدًا أن توقيع نموذج الإذن ليس مجرد إجراء روتيني بل هو حق وواجب يتعلق بسلامة المريض.
وتُعتبر جمعية الدعم الديني والروحي لمرضى الطب التلطيفي «لطيف» أول جمعية أهلية من نوعها في المملكة، تضم أعضاء مجلس إدارتها في دورته الأولى ولمدة أربع سنوات نخبة متميزة من ذوي الاختصاص في مجال الجمعية وأصحاب خبرة متراكمة من ممارسين صحيين كأطباء استشاريين في الطب التلطيفي ممثلة في رئيس مجلس الإدارة محمد العمر، ونائب رئيس مجلس الإدارة د محمد المطيري، د محمد الشهري، د عبدالحكيم عسيري، د نبيل المعلمي، د مشهور العتيبي، د عبدالرحمن الرشودي.

شاركها.