فالأشخاص الذين يتمتعون بشبكة علاقات مزدهرة، قد تكون صحتهم أفضل من أولئك الذين يشعرون بالعزلة.
ووفق ما تنقله هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” فإن تفاعلات الشخص مع الآخرين ترتبط بشكل وثيق بطول عمره، حتى أنّ منظمة الصحة العالمية أنشأت لجنة جديدة خاصة بالتواصل الاجتماعي ووصفتها بأنها “أولوية صحية عالمية”.
صحة جيدة
يمكن تتبع الجذور العلمية لهذا الأمر بالعودة إلى بداية الستينيات، عندما أرسى ليستر برسلو، من وزارة الصحة العامة في ولاية كاليفورنيا، مشروعاً طموحاً لتحديد العادات والسلوكيات التي تؤدي إلى عيش حياة أطول.
وخلال عقد من الزمن، حدّد فريق بريسلو العديد من المكونات الضرورية لصحة جيدة، وهي عدم التدخين والنوم الكافي والتمارين الرياضية وتجنب الطعام السريع.
وفي عام 1979 اكتشف زميلان لبريسلو – ليزا بركمان وأس ليونارد سايم – عاملاً ثامناً يؤثر على طول عمر الأشخاص وهو التواصل الاجتماعي.
في المتوسط، كان الأشخاص الذين لديهم أكبر عدد من العلاقات أقل عرضة للوفاة بنحو النصف تقريباً، مقارنة بالأشخاص الذين لديهم شبكة علاقات أقلّ حجماً.
علاقات صحية
وبقيت النتيجة ذاتها حتى بعد أن تحكموا بعوامل مثل الوضع الاجتماعي والاقتصادي وصحة الناس في بداية الدراسة، فضلاً عن استهلاك السجائر وممارسة الرياضة والنظام الغذائي.
ومع التعمّق أكثر، أصبح واضحاً أن جميع العلاقات مهمّة، لكن بعضها كان أهمّ من الآخر.
وثبت أن الشعور بالارتباط مع الأزواج والأصدقاء المقربين يوفر أكبر قدر من الحماية، ولكن حتى الأشخاص الذين تتعرف عليهم بشكل عرضي يساعدون في إطالة متوسط العمر.
ويمكن للتواصل الاجتماعي أن يعزّز نظام مناعتك وحمايتك من العدوى.
تعزيز الصحة الاجتماعية
ويطال أثر تعزيز الصحة الاجتماعية، حالات مزمنة وتصطحب معها تغيرات في ظروف الحياة مثل مرض السكّري النوع 2.
كما أن هناك إشارات تدلّ على أن الأشخاص الذين يتمتعون بروابط اجتماعية أقوى لديهم خطر أقل للإصابة بمرض الزهايمر وأشكال أخرى من الخرف.
ويمكن ملاحظة ذلك في المراحل المبكرة – فالأشخاص الذين يعانون من علاقات اجتماعية سيئة، هم أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم – وفي أسوأ النتائج، تزيد الوحدة من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو ذبحة صدرية أو سكتة دماغية بنحو 30 في المئة.
وكلما شعر المزيد من الناس بدعم الأشخاص من حولهم، كلما تحسنت صحتهم وقلّ احتمال وفاتهم مبكرًا.