أعرب الرئيس اللبناني جوزاف عون عن تطلع بلاده لتعزيز العلاقات مع الجزائر على عدة أصعدة وخصوصاً في مجال إعادة الإعمار، بعد الحرب الإسرائيلية التي دمرت مساحات واسعة من البلاد.
وقال عون الذي يزور الجزائر تلبية لدعوة رسمية من نظيره عبد المجيد تبون، إن مجالات التعاون بين البلدين “كثيرة ومهمة جداً”، منها الطاقة والزراعة والتجارة والسياحة والتكنولوجيا.
لكنه لفت إلى أن القضية الملحة هي “مساعدتنا على إعادة إعمار ما خلفته الاعتداءات والحروب الأخيرة. على مستوى المنشآت الحكومية، والبنى التحتية، وبيوت الذين دُمرت منازلهم”، وفقاً لمنشور على “إكس”.
وتابع أن الزيارة تهدف إلى إرساء أسس للتعاون في جميع هذه المجالات، مضيفاً: “نفتح قلوبنا وعقولنا لكل شقيقٍ أو صديقٍ أو قادرٍ على مساعدتنا ودعمنا، من المتوسط إلى الخليج”.
أدت الحرب الإسرائيلية على لبنان والتي انتهت في 27 نوفمبر باتفاق هش لوقف إطلاق النار، لدمار واسع، إذ يقدر البنك الدولي كلفة إعادة الإعمار والتعافي بنحو 11 مليار دولار، منها مليار دولار مخصصة لقطاعات البنية التحتية المتضررة بشدة.
اقرأ أيضاً: وزير الاقتصاد اللبناني لـ”الشرق”: هذه خطتنا للإصلاح ولا رجعة عنها
يأتي ذلك بينما لا يزال لبنان يعاني من تبعات الانهيار الاقتصادي الذي بدأ في عام 2019، والذي أفقد العملة نحو 90% من قيمتها، وقلص حجم الاقتصاد بشكل كبير.
وفي ظل هذه الأزمة، يعول لبنان على الدعم العربي والغربي لإعادة الإعمار، خصوصاً أن الناتج المحلي في لبنان دون 30 مليار دولار، وتهدف البلاد على رفعه إلى 60 مليار دولار، وفقاً لتصريحات وزير الاقتصاد اللبناني عامر البساط في مقابلة سابقة مع “الشرق”.
مساعدة جزائرية سابقة
هذه ليست المرة الأولى التي يتوجه فيها لبنان لطلب المساعدة من الجزائر، ففي أغسطس من العام الماضي غرقت البلاد في ظلام دامس بعد نفاد الوقود اللازم لتشغيل محطات توليد الكهرباء.
وقرر الرئيس الجزائري تزويد البلاد بكميات من الوقود “بشكل فوري” لإعادة تشغيل هذه المحطات، وإعادة التيار الكهربائي إلى البلاد.