حققت شركة الطيران البريطانية Jet2 نموًا ملحوظًا في عدد الركاب وإيراداتها خلال النصف الأول من عام 2025، على الرغم من ارتفاع تكاليف العطلات بشكل عام. يأتي هذا النمو بالتزامن مع انتشار واسع لحملتها الإعلانية التي أصبحت ظاهرة على وسائل التواصل الاجتماعي، مما أثار تساؤلات حول تأثيرها الفعلي على المبيعات واستراتيجية العلامة التجارية للشركة.
أظهرت النتائج المالية المؤقتة للشركة استقبال 14.09 مليون مسافر، بزيادة قدرها 750 ألفًا مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وبلغت إيرادات المجموعة 5.342.2 مليار جنيه إسترليني، أي ما يعادل حوالي 6.058.72 مليار يورو، بزيادة قدرها 5%.
“لا شيء يتفوق على عطلة Jet2”: الحملة الإعلانية الفيروسية
أطلقت Jet2 حملتها الإعلانية المميزة التي تعتمد على الشعار الجذاب “لا شيء يتفوق على عطلة Jet2” مصحوبًا بأغنية “Hold My Hand” للمغني جيس جلين. وقد حققت الحملة انتشارًا واسعًا، حيث وصلت إلى أكثر من 80 مليار مشاهدة عالمية عبر 11.8 مليون منشور على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.
تحولت الحملة بسرعة إلى مادة دسمة للميمات والسخرية على الإنترنت، حيث قام المستخدمون بدمج الشعار والأغنية مع مقاطع فيديو تعرض تجارب سفر كارثية أو مواقف محرجة. على سبيل المثال، انتشر مقطع فيديو يظهر امرأة تكافح مع خيمتها في ظروف جوية سيئة في كورنوال، بينما أظهر مقطع آخر رجلاً يكتشف أن غرفته في الفندق تطل على جدار.
ترى كاثرين واريلو، خبيرة استراتيجية العلامات التجارية السياحية في The Plot، أن هذا الانتشار ساعد Jet2 على التواصل مع شريحة مسافري الجيل Z بشكل فعال، أكثر من أي شركة طيران أخرى. وتصف الإعلان بأنه “تسويق ذهبي” تزامن مع تحول الشباب بعيدًا عن شركات الطيران منخفضة التكلفة بسبب القيود المفروضة على الأمتعة.
تأثير الحملة على المبيعات والوعي بالعلامة التجارية
أكدت Jet2 في تقريرها المالي أن الحملة الإعلانية ساهمت في زيادة الوعي بالعلامة التجارية بين الفئات العمرية الأصغر، لكنها لم تحدد ما إذا كان ذلك قد أدى إلى زيادة مباشرة في المبيعات. في المقابل، تشير البيانات إلى أن سعة مقاعد البيع الحالية لشتاء 2024/25 أعلى بنسبة 7.7%، مع حجز حوالي 5.5 مليون مقعد بالفعل.
أزمة علاقات عامة محتملة؟
على الرغم من الانتشار الإيجابي للحملة، واجهت Jet2 بعض الانتقادات عندما تم استخدام الشعار والأغنية في سياقات غير مناسبة. ففي يوليو الماضي، نشر البيت الأبيض مقطع فيديو على منصة X (تويتر سابقًا) يظهر أشخاصًا مقيدين أثناء ترحيلهم، مع تعليق صوتي يقول “لا شيء أفضل من عطلة Jet2″، مما أثار غضبًا واسعًا.
انتقدت زوي ليستر، المغنية التي قدمت التعليق الصوتي الأصلي للإعلان، استخدام أغنيتها في الترويج لما وصفته بـ “السياسات البغيضة”. كما أعرب جيس جلين عن رفضه استغلال موسيقاه في إثارة الانقسام والكراهية، مؤكدًا أن أغانيه تدور حول الحب والوحدة والإيجابية.
ترى واريلو أن العلامات التجارية مثل Jet2 يجب أن تكون مستعدة للتعامل مع الجوانب الإيجابية والسلبية للانتشار الفيروسي. وفي هذه الحالة، يبدو أن النجاح الشامل للحملة قد طغى على أي أزمة علاقات عامة محتملة.
توسع Jet2 ومستقبلها
يدعم الأداء القوي للشركة خططها التوسعية، بما في ذلك افتتاح قاعدة جديدة في مطار لندن جاتويك في صيف 2026. وقد حصلت Jet2 على أماكن لست طائرات في المطار، مما قد يتيح لها خدمة 15 مليون عميل إضافي.
أشاد ستيف هيبي، الرئيس التنفيذي لشركة Jet2 plc، بالنتائج المالية، مؤكدًا أن نموذج التشغيل المرن للشركة يسمح لها بالتكيف مع التغيرات في سلوك المستهلك. وأضاف أن العطلات السنوية في الخارج لا تزال أولوية للكثيرين، حتى في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
بالإضافة إلى ذلك، ساهمت الأسعار التنافسية للشركة في زيادة المبيعات، حيث ارتفع متوسط تكلفة عطلة Jet2holiday بنسبة 3% فقط على الرغم من التضخم. كما انخفض عائد تذاكر الطيران لكل مقعد بنسبة 7% بفضل العروض الترويجية.
شهد برنامج عضوية myJet2 نموًا كبيرًا بنسبة 62% في العام الماضي، ليصل إلى أكثر من 8.4 مليون مشترك، مما يوفر لهم مزايا حصرية مثل الخصومات على الرحلات الجوية والعطلات الشاملة.
من المتوقع أن تستمر Jet2 في مراقبة تأثير حملتها الإعلانية على المدى الطويل، وتقييم استراتيجياتها التسويقية بناءً على نتائجها. وسيكون من المهم أيضًا مراقبة كيفية تعامل الشركة مع أي تحديات مستقبلية قد تواجهها في ظل التغيرات المستمرة في قطاع السياحة.






