13/8/2025–|آخر تحديث: 00:39 (توقيت مكة)
على وقع المظاهرات المناهضة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في برلين وباريس وروما ولندن وبروكسل وواشنطن، بدأ المستوى الرسمي في بعض الدول الغربية يتخذ إجراءات وصفت بالمهمة، في خطوة يرى مراقبون أنها ستفضح زيف الصورة التي تروجها إسرائيل عن نفسها وعن الفلسطينيين.
ومن التحركات المتصاعدة على المستوى العالمي أن 24 وزير خارجية و3 مفوضين في الاتحاد الأوروبي أعلنوا بيانا مشتركا دعا لإجراءات عاجلة توقف المعاناة الإنسانية لأهل القطاع. كما أعلن صندوق الثروة السيادي النرويجي بيع حصص تابعة له في 11 شركة إسرائيلية بسبب الحرب على غزة.
ويصف الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، الدكتور مصطفى البرغوثي -في حديثه لبرنامج “مسار الأحداث”- التحركات الدولية الجارية لمساندة القضية الفلسطينية بأنها “تسونامي” لا سابق له في التاريخ الفلسطيني والتاريخ الإسرائيلي، معتبرا ما يجري تغييرا عميقا وهائلا لصالح القضية الفلسطينية.
وكانت سلوفينيا أول بلد عضو في الاتحاد الأوروبي يعلن في أول أغسطس/آب الجاري حظرا لتجارة أسلحة مع إسرائيل بسبب حربها على غزة. بعدها جاء إعلان ألمانيا وقف الموافقات الجديدة على صادرات أسلحة الحرب إلى إسرائيل للسبب نفسه.
وأهم تحول، في نظر البرغوثي، يحدث في الولايات المتحدة الأميركية، ويستند إلى أرقام نشرتها محطة “سي إن إن” لنتائج استطلاع أجراه معهد غالوب الأميركي، تظهر أنه في عام 2019 بلغت نسبة التأييد لإسرائيل “زائد 13” وحاليا يبلغ “ناقص 23″، وبين الشباب الذين هم دون سن 35 عاما، بلغت نسبة التأييد لإسرائيل “ناقص 73”.
ويلفت البرغوثي إلى أن التأييد الحاصل للشعب الفلسطيني لم يحصل مثيله منذ الاعتراضات الشعبية على حرب فيتنام والاعتراضات على نظام الأبارتايد في جنوب أفريقيا، وربما أكبر مما جرى في تلك الفترة، مشيرا إلى أن هذا التحول يظهر قوة الديمقراطية الغربية، حيث تضطر الحكومات إلى الاعتماد على رأي الشعب.
ولم يستبعد أن ينعكس التحول الحاصل في الموقف الدولي من القضية الفلسطينية على الانتخابات داخل الدول، ومن بينها الولايات المتحدة، باعتبار أن جيلا جديدا من الفلسطينيين اندمج داخل المجتمعات وبات مؤثرا في السياسات.
وخلص البرغوثي إلى أن هذا التحول في الموقف العالمي من القضية الفلسطينية يجب أن يستثمر ويحول إلى نتائج سياسية تجبر الاحتلال الإسرائيلي على وقف حربه على غزة وإنهاء ظلمه واحتلاله للفلسطينيين.
فشل وانهيار
ويرى محللون أن المواقف المؤيدة للقضية الفلسطينية في مختلف عواصم العالم جاءت بسبب فشل وانهيار الأسس التي ارتكزت عليها السردية الإسرائيلية.
ويقول الأكاديمي والخبير بالشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى للبرنامج إن إسرائيل ظلت تزعم أنها الديمقراطية الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط، وإنها الضحية وتمثل الحضارة الغربية، لكن هذه الأسس انهارت وانكشفت أمام العالم.
وعلى ضوء انهيار مزاعمها، بات التعامل معها دوليا -يضيف مهند مصطفى- على أساس أنها معتدية وتمثل الفاشية وليس القيم الغربية، ويشير إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية) فشل هو نفسه في مشروعه الشخصي وهو القضاء على القضية الفلسطينية.