أجاب الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، على سؤال: ماذا نفعل حتى نصل إلى الهمة التي كان عليها سيدُنا رسولُ الله؟

كيف نصل إلى همة النبي؟

وقال علي جمعة، في إجابته على السؤال: نصل إلى ذلك بمتابعة النبي بدايةً من فرائض الإسلام بيسرٍ ومن غير تكلّف؛ فنبدأ بإتقان الوضوء رغبةً في ثواب إسباغه، وخاصة في الشتاء، وخاصة لصلاة الفجر، وخاصة في الجماعة؛ ففي هذا الأمر من المجاهدة والهِمّة ما فيه، وتتولّد الطاقات وتتفجّر بإكراه النفس على ذلك.

وتابع علي جمعة: ويعلِّمنا النبي في الصوم الصبرَ وحبسَ النفس والتهيؤَ للطاعة الشاملة لله سبحانه وتعالى في كل أوامره ونواهيه.

كما أن هناك إرشاد نبوي لطيف في تربية الإنسان لنفسه، وهو تلبّس الظاهر بالخلق الذي لم يتمكن منه الباطن؛ فمن كان يشكو من قلة الإخلاص، فليَفعل بظاهره ما فيه الإخلاص، فإنه ينعكس على الباطن. وإن لم يتمكن من العفو عن أحد بقلبه، فليعفُ بلسانه، فإن ذلك يهيئ القلب للعفو.

وقال علي جمعة، إن رسول الله يقول في مرتبة الإحسان: «أن تعبدَ الله كأنك تراه»، ثم يعقبها فيقول: «فإن لم تكن تراه فإنه يراك». ويقول: «إذا قرأتم القرآن فابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا»؛ لأنك عندما تتباكى وليس في عينيك بكاء، يؤثر هذا في نفسك من الداخل ويربّيها حتى تصل إلى البكاء.

ويقول النبي الكريم: «التبسُّم في وجه أخيك صدقة»؛ حتى ولو كان قلبك لا يتبسم له، فإن هذا التبسّم سوف يستدرجك من هذه الحالة التي تأبى فيها النفس وترفض الخير والثواب.

وأكد علي جمعة، أن المؤمن أثناء ملاحظته لنفسه وتربيته لها، إن لم يقدر على فعل شيءٍ تركه وجاوزه إلى ما استطاع فعله، وعليه ألا يترك الخير؛ فإن رفض القلب فعلَه فليَفعله كما بينا ذلك.

مراتب اليقين في القرآن

وقال الدكتور السيد عرفة، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن اليقين ومشتقاته ورد ذكره في القرآن الكريم 20 مرة في 14 سورة، مشيرًا إلى أن الله- سبحانه وتعالى- يبين لنا أن اليقين هو أساس كل شيء، وهو الحق الذي لا شك فيه.

وأضاف عرفة، خلال تصريح، أن النبي كان يدعو ربه قائلًا: «اللهم إني أسألك إيمانا تباشر به قلبي ويقينا حتى أعلم أنه لا يمنعني رزقًا قسمته لي ورضا من المعيشة بما قسمت لي يا أرحم الراحمين»، موضحًا أن هذا الدعاء يجمع بين الإيمان واليقين والرضا.

وأشار إلى أن اليقين له 3 مراتب ذكرها القرآن الكريم في سورة التكاثر، وهي: علم اليقين، وعين اليقين، وحق اليقين، موضحًا أن الوصول لهذه المراتب يتطلب إيمانًا راسخًا بالله واتباع هدي النبي.

شاركها.