لقي المقترح الجديد لوقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي بين مغردين فلسطينيين، وسط حالة من الترقب الشعبي لما ستؤول إليه المفاوضات المرتقبة في العاصمة القطرية الدوحة، والتي تُعد محط أنظار الفلسطينيين والعالم في ظل المساعي الرامية إلى إنهاء حرب الإبادة المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية أفادت، مساء أمس السبت، بأن إسرائيل قررت إرسال وفد التفاوض إلى الدوحة لمناقشة تفاصيل مقترح وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، بعدما تلقت رد حركة حماس.

ومساء الجمعة الماضية، أعلنت حماس أنها سلمت الوسطاء ردها على المقترح بعد استكمال مشاوراتها الداخلية ومع الفصائل والقوى الفلسطينية، ووصفت ردها بأنه “اتسم بالإيجابية”، مؤكدة “الجاهزية بكل جدية للدخول فورا في جولة مفاوضات حول آلية التنفيذ”.

وتباينت آراء المغردين بشأن المقترح، إذ رأى بعضهم أن رد حركة حماس الإيجابي قد يشير إلى تغيير في إستراتيجية الحركة، معتبرين أن خطوة كهذه قد تعكس تحولا في نهج التعامل مع الحرب المستمرة.

وحذر آخرون من أن قبول الاتفاق وتنفيذه قد يُستخدم لاحقا ذريعة لاتهام المقاومة بالتقصير، مشددين على أن “في كل هدنة تلتزم المقاومة بالشروط، بينما العدو هو من يخرقها، ويجب أن يدرك الجميع أن إسرائيل لا ترغب في بقاء المقاومة أصلا”.

في حين اعتبر بعض النشطاء أن السيناريو بات واضحا، وقالوا “هذه هدنة مؤقتة لإخراج الرهائن دون وقف الإبادة، ثم عودة للحرب والتجويع، ثم هدنة جديدة لإخراج من تبقى من الرهائن، ثم اشتراط تسليم السلاح مقابل إنهاء الحرب، وفي حال تحقق ذلك، ستتحول غزة إلى وضع شبيه بالضفة الغربية أو يهجر أهلها بالكامل”.

ورأى فريق آخر أن رغم التعديلات التي أجرتها حماس على مقترح صفقة التبادل، فقد قررت إسرائيل إرسال وفد للتفاوض إلى الدوحة في محاولة لتقريب وجهات النظر، معتبرين أن ذلك “مجرد مراوغة سياسية ستمر لكنها لن تكون الأخيرة”.

بدورهم، قال مغردون إن بعض أهالي غزة، يوافقون على الهدنة المؤقتة المطروحة حاليا، مشددين على أن “دعوا القرار لمن يواجه الموت كل لحظة، فالقرار ليس نظريا لمن يعيش تحت القصف يوميا”.

من جانب مختلف، رأى البعض أن حماس والمفاوض الفلسطيني يريدان إنهاء الحرب اليوم قبل الغد، لكنهم ذكّروا بأن الحركة “قالت نعم ثلاث مرات خلال عامين، وفي كل مرة يخرق الاحتلال الاتفاق”.

وأكد بعض المعلقين أن المعاناة في غزة ألم لا يطاق، لكن “الأشد إيلاما هو العودة إلى المربع الأول بعد كل هدنة بسبب غياب الضمانات الحقيقية”.

وأشار آخرون إلى أن الأمر معقد للغاية، لأن حماس والاحتلال كلاهما يراقب ما بعد الهدنة والظروف التي ستخلقها، ففي نظر الاحتلال، الهدنة تقربه من هدفه في تقليص عدد الأسرى من 250 إلى 10، بينما بالنسبة لحماس، فإنها تتيح لها إعادة ترتيب صفوفها وتخفيف معاناة الناس، لكن “كل هذا قد ينهار بعد أسابيع من استئناف القتال عقب تسلّم آخر جندي إسرائيلي”.

كما أوضح أحدهم أن الاتفاق قد يمر سريعا، موضحين أن “ترامب لن يهدر فرصة الإعلان عن اتفاق، ومجرد سفر الوفد يعني أن الخلافات قابلة للتجاوز”.

واعتبر أن هذه التصريحات “معهودة لإظهار القوة والضغط الميداني”، مضيفا أن “الجميع خطط على أساس مرور الاتفاق هذا الأسبوع”، فيما كشفت وسائل إعلام عبرية أن بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية- طلب من الجيش إعداد خطة لفتح معبر رفح في موعد أقصاه الخميس المقبل، دون توضيح تفاصيل ما سُمّي “خطة المعبر”.

وأوضح أن الخلاف الأساسي يتعلق ببند الانسحاب إلى وضع ما قبل الثاني من مارس/آذار، مرجحا إمكانية تجاوزه بصيغة مرنة تتيح التقدم في المفاوضات.

وختم ناشط بالإشارة إلى أنه وسط ضجيج الأخبار وتضارب التحليلات، يبقى أمل الناس في غزة معلقا بخيط رفيع بين الرجاء والخوف، صفقة قد تفتح نافذة للحياة أو تغلقها أمام جولة جديدة من الألم، مؤكدين أن “كل طرف يفاوض من موقعه، لكن الحقيقة أن القلوب هناك تنتظر لحظة صدق تمنح هذا الشعب فرصة لالتقاط أنفاسه من جديد”.

شاركها.