أثار وزير النقل الأمريكي، شون دافي، جدلاً واسعاً بتصريحه الذي دعا فيه المسافرين إلى “الاهتمام بمظهرهم” و”التصرف بشكل أفضل” خلال فترة عطلة الشكر. يأتي هذا التصريح في ظل تزايد ملحوظ في تبني أسلوب ملابس غير رسمية للغاية في المطارات والطائرات، وهو ما يعتبره البعض انعكاساً لثقافة الاسترخاء المتزايدة، ولكنه يثير تساؤلات حول آداب السفر واحترام الآخرين. هذا التوجه نحو الملابس المريحة، أو ما يُعرف بـ أزياء المطار، ليس جديداً، ولكنه أصبح أكثر انتشاراً في السنوات الأخيرة.
وقد لفت دافي الانتباه إلى أن هذا الاتجاه بدأ يظهر منذ سنوات، وتصاعد مع ظهور شخصيات مثل باريس هيلتون ونيقول ريتشي في بداية الألفية الجديدة، اللتين اشتهرن بارتداء ملابس رياضية مريحة للغاية أثناء سفرهما. الآن، وبعد جائحة عالمية، أصبح ارتداء الملابس المريحة هو القاعدة، حتى بين المشاهير، مما يثير نقاشاً حول معايير المظهر في الأماكن العامة.
تطور أزياء المطار: من الأناقة إلى الراحة
لطالما كانت المطارات منصة لعرض الأناقة، حيث كان المسافرون يسعون لترك انطباع جيد. ومع ذلك، تغيرت الأمور بشكل كبير على مر السنين. في التسعينيات، كانت فكتوريا بيكهام، المعروفة بذوقها الرفيع، تحرص على الظهور بأناقة حتى في المطارات، مع إطلالات متكاملة تعكس أسلوبها المميز.
بالمقابل، كان جورج كلوني يظهر بمظهر أنيق وعملي في الوقت نفسه، حيث كان يرتدي تي شيرت أبيض وبنطلون كحلي، وهو ما يثبت أن الأناقة والراحة يمكن أن يجتمعا.
جيل الألفية والراحة المطلقة
مع ظهور جيل الألفية، أصبح التركيز على الراحة أكثر وضوحاً. فقد تبنى العديد من المشاهير، مثل دوا ليبا، أزياء فضفاضة ومريحة للغاية، مثل البنطلونات الرياضية والسترات الواسعة، مما جعلهم يبدون غير مألوفين في بعض الأحيان.
وبالمثل، اعتمدت كالي كوكو على التي شيرتات البيضاء الفضفاضة والبنطلونات الرياضية السوداء كخيار أساسي لملابس السفر.
اتجاهات حديثة وتأثير المشاهير
يشير خبراء الموضة إلى أن هذا التحول في أزياء السفر يعكس تغيراً أوسع في المجتمع، حيث أصبح الراحة والتعبير عن الذات أكثر أهمية من الالتزام بالقواعد التقليدية.
حتى المشاهير الذين كانوا معروفين بأناقتهم، مثل كيت بلانشيت، بدأوا في تبني إطلالات أكثر عفوية في المطارات، مع ارتداء السترات الجلدية والبنطلونات الرياضية والأحذية الرياضية.
في المقابل، لا تزال بعض النجمات، مثل كاثرين زيتا جونز، يفضلن الحفاظ على مظهرهن الأنيق أثناء السفر، مع اختيار الملابس التي تجمع بين الراحة والأناقة، مثل المعاطف السوداء الأنيقة والبنطلونات المطابقة.
أما بالنسبة لتشانينج تاتوم، فقد ظهر في مطار لوس أنجلوس بملابس رياضية فضفاضة، مما أثار بعض التعليقات حول مظهره غير الرسمي.
هذا التنوع في ملابس المطار يعكس التغيرات في معايير الموضة وتفضيلات الأفراد. كما أنه يثير تساؤلات حول ما إذا كان هناك حاجة إلى وضع قواعد أكثر صرامة بشأن المظهر في الأماكن العامة.
بالإضافة إلى ملابس المطار، يلاحظ أيضاً تزايد الاهتمام بـالإكسسوارات المريحة، مثل القبعات والنظارات الشمسية والأوشحة، التي تساعد على إضفاء لمسة من الأناقة على الإطلالات غير الرسمية. كما أن اختيار الأحذية المريحة أصبح أولوية قصوى بالنسبة للعديد من المسافرين.
من المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه نحو الراحة في أزياء السفر في المستقبل القريب، مع استمرار المشاهير في تبني إطلالات غير رسمية. ومع ذلك، قد نشهد أيضاً عودة إلى الأناقة التقليدية، خاصة مع تزايد الوعي بأهمية المظهر في الأماكن العامة.
ما يجب مراقبته في المستقبل هو رد فعل شركات الطيران والمطارات على هذا الاتجاه، وما إذا كانت ستتخذ أي إجراءات للحد من ارتداء الملابس غير الرسمية للغاية. كما يجب أن نراقب كيف ستتطور معايير الموضة في السفر، وما إذا كانت ستجمع بين الراحة والأناقة بطرق جديدة ومبتكرة.





