وتُعد الولايات المتحدة ثاني أكبر سوق تصدير لصناعة السيارات البريطانية بعد الاتحاد الأوروبي، ما يجعل تأثير هذه الرسوم كبيرًا على القطاع.
جاكوار لاند روفر: وقف الشحنات لإعادة تقييم الخطط
قال متحدث باسم “جاكوار لاند روفر” إن الشركة “تتخذ بعض الإجراءات قصيرة الأجل، بما في ذلك وقف الشحن مؤقتًا خلال شهر أبريل، بينما نعمل على تطوير خططنا المتوسطة وطويلة الأجل”.
اقرأ أيضاً: كيف تحاول الشركات الإفلات من الرسوم الجمركية المرتفعة لترامب؟
وأضاف أن السوق الأمريكية تُعد “سوقًا استراتيجية للعلامات التجارية الفاخرة التي تقدمها جاكوار ولاند روفر”، مؤكدًا أن القرار نابع من الحاجة إلى التكيف مع البيئة التجارية المتغيرة.
وتُعد السيارات السلعة البريطانية الأكثر تصديرًا إلى الولايات المتحدة، حيث بلغت قيمة تجارة السيارات بين البلدين نحو 8.3 مليار جنيه إسترليني خلال 12 شهرًا حتى نهاية الربع الثالث من عام 2024، بحسب وزارة التجارة البريطانية.
تصعيد جديد في الحرب التجارية
دخلت الدفعة الأولى من الرسوم الجمركية على السيارات حيز التنفيذ في 3 أبريل، فيما من المقرر فرض رسوم جديدة على قطع غيار السيارات في الشهر المقبل، مما يزيد من تعقيد عمليات الإنتاج والتوريد للشركات العالمية.
نيسان تدرس نقل الإنتاج إلى أمريكا
وفي تطور لافت، كشفت صحيفة “نيكي” اليابانية أن شركة نيسان تدرس نقل بعض إنتاجها من السيارات الموجهة للسوق الأمريكية من اليابان إلى الولايات المتحدة خلال الصيف المقبل، في محاولة للالتفاف على الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة.
اقرأ أيضاً: رسوم ترامب الجمركية تهدد دولاً آسيوية أخرى غير الصين
وكانت نيسان قد أعلنت في وقت سابق عن نيتها الحفاظ على نوبتي إنتاج في مصنعها بولاية تينيسي، رغم خطط سابقة لتقليص العمليات هناك منذ يناير.
ستيلانتيس تغلق مصنعًا في كندا مؤقتًا
في المقابل، أعلنت شركة ستيلانتيس – أحد عمالقة صناعة السيارات – عن إغلاق مؤقت لمصنعها في مدينة وندسور الكندية، الواقعة قرب الحدود مع الولايات المتحدة، بسبب تأثير الرسوم الجمركية الجديدة.
ورحب اتحاد عمال السيارات – الذي يمثل العاملين في القطاع بالولايات المتحدة وجنوب أونتاريو – بهذه الإجراءات، معتبرًا أنها “تمثل عودة إلى السياسات التي تعطي الأولوية للعمال بدلاً من جشع الشركات”، على حد وصفه.
تعريفة جديدة على المملكة المتحدة
ومن المنتظر أن تفرض الولايات المتحدة تعريفة جمركية بنسبة 10% على جميع الواردات الأخرى من بريطانيا، مع احتمالية تطبيق معدلات أعلى على واردات من اقتصادات كبرى أخرى، ما يرفع من مستوى التوتر في العلاقات التجارية الدولية.
الأسواق المالية تتكبد خسائر فادحة
انعكست التوترات التجارية على أسواق الأسهم العالمية التي شهدت خسائر حادة في الأيام الأخيرة، وسط مساعٍ من الشركات الكبرى للتكيف مع البيئة الجديدة.
وانخفض مؤشر فوتسي 100 – الذي يقيس أداء أكبر 100 شركة مدرجة في بورصة لندن – بنسبة 4.9% يوم الجمعة، وهو أكبر تراجع يسجله منذ تفشي جائحة كورونا.
كما سجلت الأسواق المالية في كل من ألمانيا وفرنسا تراجعات مماثلة، في ظل القلق المتزايد من تداعيات هذه السياسات الحمائية على الاقتصاد العالمي.