كيف تمحو ذنوبك كلها كأنك لم تفعلها ؟.. الجميع يبحث عن التخلص من ذنوبه خاصة وأنه ليس بيننا من هو معصوم من الخطأ، كما أن الذنوب هي أكبر أسباب المصائب والبلاء في الدنيا، ومن السهل الوقوع فيها، من هنا ينبغي معرفة كيف تمحو ذنوبك كلها كأنك لم تفعلها؟ باعتبارها سبيل النجاة والحل لكل مشاكلك في الدنيا.
كيف تمحو ذنوبك كلها
قال الدكتور أسامة الجندي، من علماء الأوقاف، إن قيمة التعفف، تعد من أبرز القيم التي حث عليها النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وأوضح “ الجندي ” في إجابته عن سؤال : كيف تمحو ذنوبك كلها كأنك لم تفعلها ؟، أنه قد أشار النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى ذلك في حديثه البديع حيث أرشدنا إلى كيف تمحو الذنب باتباعه بحسنة بعده مباشرة .
واستشهد واستشهد بما أخرجه الترمذي (1987)، وأحمد (21392) في صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم: 1987، وحدثه الألباني ، عن أبي ذر الغفاري، أنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: ( اتَّقِ اللَّهَ حيثُ ما كنتَ ، وأتبعِ السَّيِّئةَ الحسنةَ تمحُها ، وخالقِ النَّاسَ بخلقٍ حسنٍ).
وأضاف أن هذا الحديث يحمل في طياته معاني عميقة تتعلق بعلاقاتنا مع الله، ومع أنفسنا، ومع الآخرين، مؤكدًا أن قول النبي صلى الله عليه وسلم: ‘اتق الله حيث ما كنت’، يرسم لنا خارطة طريق لعلاقتنا بالله سبحانه وتعالى.
وتابع: فالتقوى تعني أن نكون دائمًا على وعي بتصرفاتنا وأفعالنا، وأن نجعل قلوبنا موقوفة على طاعة الله، منوهًا بأن القلب هو سيد الجوارح، وكل ما نقوم به من أفعال هو نتيجة لحالة القلب، فإذا كان القلب معلقًا بالله، كانت تصرفاتنا متوافقة مع مرضاته.
ولفت إلى أنه فيما يتعلق بالجزء الثاني من الحديث، ‘واتبع السيئة الحسنة تمحها’، فإننا قد نقع في الأخطاء، ولكن يجب أن نسارع إلى فعل الخير وندرك أن الحسنات تمحو السيئات، مشددًا على أهمية الاستغفار، حيث إن كل مؤمن لديه صحيفته اليومية، ووجود الاستغفار فيها يجعلها تتألق بنور الله.
وأفاد بأنه عن علاقتنا بالناس، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ‘وخالق الناس بخلق حسن’، فالعفة هي من أبرز الأخلاق التي يجب أن نتبناها في تعاملنا مع الآخرين، مؤكدا أن التحلي بالعفة يعني الحفاظ على كرامتنا وكرامة من حولنا، والابتعاد عن كل ما يجرنا إلى المعاصي.
وأكد أن التعفف ليس مجرد سلوك، بل هو أسلوب حياة يجسد إيماننا ويعكس أخلاقنا، داعيا الله أن يرزقنا جميعًا العفة وأن يجعلنا من الذين يتبعون سبيل الحق والخير في حياتهم.
حديث كيف تمحو ذنوبك كلها
روى أبو ذر الغفاري في صحيح الترمذي الصفحة أو الرقم: 1987 ، فيما أخرجه الترمذي (1987)، وأحمد (21392)، أنه – صلى الله عليه وسلم- قال : (اتَّقِ اللَّهَ حيثُ ما كنتَ ، وأتبعِ السَّيِّئةَ الحسنةَ تمحُها ، وخالقِ النَّاسَ بخلقٍ حسنٍ).
ورد أن تَقوَى اللهِ سبحانَه وتعالى، ودَوامُ المراقبةِ، ومُعامَلةُ النَّاسِ بأخلاقٍ حسَنةٍ مِن عَلاماتِ الصَّلاحِ الَّتي يَنبَغي تَوافُرُها في المسلِمِ حتَّى يُحسِّنَ عمَلَه، ويكونَ أقرَبَ إلى الجنَّةِ، وفي هذا الحَديثِ يقولُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: “اتَّقِ اللهَ”، والتَّقوى هي الخوفُ مِن اللهِ ومُراقبتُه وأنْ تَجعَلَ بينَك وبينَ عَذابِ اللهِ وِقايةً، وتَكونُ بالإتيانِ بالواجباتِ، والامتِناعِ عَن المُحرَّماتِ “حيث ما كُنتَ”، أي: في كلِّ مكانٍ وجِهَةٍ، وفي سِرِّك وعَلانِيَتِك، وفي بَلائِك ورَخائِك، وفي كلِّ أحوالِك.
وجاء عن “وأَتبِعِ السَّيِّئةَ الحسَنةَ تَمحُها”، أي: إن وقَعتَ في سيِّئةٍ، فافعَلْ وَراءَها حسَنةً مِن صلاةٍ وصَدقةٍ، وسائرِ ما يُوصَفُ بالحسَنةِ؛ فإنَّ ذلك يَرفَعُ، ويَمْحو تلك السَّيِّئةَ، “وخالِقِ النَّاسَ بخُلقٍ حسَنٍ”، أي: خالِطِ النَّاسَ بأخلاقٍ حسَنةٍ، فأحسِنْ مُعامَلاتِهم، مِن تَبسُّمٍ في وُجوهِهم، ورِفقٍ ولينٍ في التَّعامُلِ معَهم؛ فمَن فعَل ذلك حاز الدُّنيا والآخِرةَ، ففي الحديثِ: الأمرُ بتَقْوى اللهِ على كلِّ حالٍ، وفيه: أنَّ مُخالطةَ النَّاسِ لا تَعْني فِعْلَ المنهيَّاتِ معَهم.