يتفق الخبراء على أهمية الحصول على كفاية من فيتامين د، خاصة خلال فصل الشتاء عندما يقل التعرض لأشعة الشمس. هذا العنصر الغذائي، الذي يعتبر هرمونًا تنتجه أجسامنا استجابةً للشمس، يلعب دورًا حيويًا في صحة العظام والمناعة والمزاج. نقص فيتامين د يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية متعددة، من تشوهات العظام إلى اضطرابات المزاج، مما يجعل فهم أسبابه وأعراضه أمرًا بالغ الأهمية.

يعتبر التعرض لأشعة الشمس المصدر الرئيسي لفيتامين د، ولكن يمكن أيضًا الحصول عليه من بعض الأطعمة والمكملات الغذائية. ومع ذلك، فإن كمية فيتامين د التي نحصل عليها من الطعام محدودة، وتشكل حوالي 10% فقط من الاحتياجات اليومية. لذلك، يصبح الحصول على ما يكفي من فيتامين د تحديًا خلال الأشهر التي تقل فيها أشعة الشمس.

ما الذي يسبب نقص فيتامين د؟

يعود السبب الرئيسي لنقص فيتامين د إلى قلة التعرض لأشعة الشمس، خاصة في فصل الشتاء أو في المناطق ذات الغطاء السحابي الكثيف. تشير خبيرة التغذية ماز باكهام إلى أن أجسامنا تصنع فيتامين د في الجلد استجابة للأشعة فوق البنفسجية، وبالتالي فإن قلة التعرض لهذه الأشعة يؤدي إلى انخفاض مستوياته.

إضافة إلى ذلك، قد تزيد بعض العوامل من خطر نقص فيتامين د. وفقًا للمعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة، فإن الأفراد ذوي البشرة الداكنة أكثر عرضة للنقص بسبب وجود كمية أكبر من الميلانين في الجلد، مما يقلل من قدرته على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية. كما أن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي أو أمراض مثل داء كرون وداء الاضطرابات الهضمية قد يجدون صعوبة في امتصاص فيتامين د من الطعام.

الأشخاص المعرضون لنقص فيتامين د

هناك فئات معينة من الأفراد أكثر عرضة للإصابة بنقص فيتامين د. توضح اختصاصية التغذية هانا ألدرسون أن الأفراد المصابين بداء السكري أو الذين يعانون من حالات هرمونية مثل متلازمة تكيس المبايض قد يكونون أكثر عرضة أيضًا. كما أن النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض لديهن معدل انتشار للنقص يتراوح بين 67-85%.

قد يساهم نمط الحياة أيضًا في انخفاض مستويات فيتامين د. الأشخاص الذين يقضون معظم وقتهم في الداخل أو الذين يستخدمون واقيات الشمس بشكل منتظم قد لا يتعرضون لأشعة الشمس الكافية لتصنيع كمية كافية من فيتامين د. ومع ذلك، يؤكد أطباء الجلدية على أهمية استخدام واقي الشمس لحماية البشرة من أضرار أشعة الشمس، حتى مع الحذر من التأثير المحتمل على مستويات فيتامين د.

ما علامات نقص فيتامين د؟

قد يكون الشعور بالتعب والإرهاق أحد العلامات الأولى لنقص فيتامين د، ولكن هذه الأعراض يمكن أن تكون مرتبطة بأسباب أخرى أيضًا. تشمل العلامات الأخرى الإصابة المتكررة بالعدوى، وآلام العظام أو ضعف العضلات، والانخفاض في المزاج أو الاكتئاب. يمكن أن يؤدي النقص الشديد إلى لين العظام عند الأطفال وهشاشة العظام عند البالغين، مما يزيد من خطر الإصابة بالكسور.

تشير اختصاصية التغذية إيف كالينيك إلى أن بعض الأشخاص قد يعانون من نقص في الامتصاص بسبب ضعف صحة الأمعاء أو وجود حالات طبية معينة، مما يزيد من صعوبة الحصول على فيتامين د من الطعام. لذلك، من المهم استشارة الطبيب لتحديد ما إذا كنت تعاني من نقص في فيتامين د وما هي أفضل طريقة لعلاجه.

أهمية المكملات الغذائية

في الحالات التي لا يكون فيها التعرض لأشعة الشمس كافيًا أو عندما يكون هناك عوامل تزيد من خطر النقص، قد يوصي الأطباء بتناول مكملات فيتامين د. يجب تحديد الجرعة المناسبة من قبل الطبيب بناءً على مستوى فيتامين د في الدم واحتياجاتك الفردية. من المهم أيضًا التأكد من أن المكملات الغذائية التي تتناولها ذات جودة عالية وتحتوي على الكمية المعلنة من فيتامين د.

في الختام، يعد الحفاظ على مستويات كافية من فيتامين د أمرًا ضروريًا للصحة العامة. مع اقتراب فصل الشتاء، من المهم اتخاذ خطوات لزيادة التعرض لأشعة الشمس (بحذر) أو تناول مكملات غذائية إذا لزم الأمر. من المتوقع أن تصدر وزارة الصحة قريبًا توصيات محدثة حول الجرعة اليومية الموصى بها من فيتامين د بناءً على أحدث الأبحاث، وينبغي على الأفراد مراقبة هذه التحديثات لضمان الحصول على ما يكفي من هذا الفيتامين الهام.

شاركها.