تعد صلاة الزوال من السنن المهجورة التي يغفل عنها كثيرون رغم فضلها ولا يعرف بعض الناس كيفية صلاة الزوال وما عدد ركعاتها لذا نعرض لكم في السطور التالية من هذا التقرير تفصيلا موضحا عن صلاة الزوال وفضلها .
كيفية صلاة الزوال
وفي هذا السياق، وضّحت الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، كيفية صلاة الزوال ووقتها، وعدد ركعاتها وفضلها، مع استعراض آراء المذاهب الفقهية بشأنها.
وأكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، أن صلاة الزوال تُؤدَّى بعد ميل الشمس عن وسط السماء وقبل دخول وقت الظهر، وقد حرص النبي صلى الله عليه وآله وسلم على المداومة عليها، وبشَّر من يحافظ عليها بالنجاة من النار، استنادًا إلى ما ورد في الأحاديث النبوية.
عدد ركعات صلاة الزوال
وأوضح المفتي أن صلاة الزوال تُصلَّى غالبًا 4 ركعات بتسليم واحد، وقيل: ركعتان، وهي من النوافل العظيمة، إذ جاء في الحديث الشريف: *«إِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفْتَحُ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ… فَأُحِبُّ أَنْ يَصْعَدَ لِي فِيهَا خَيْرٌ».
وأشار إلى أن الفقهاء اختلفوا في تصنيفها:
الحنفية: اعتبروها هي نفسها السنة القبلية للظهر وليست نافلة مستقلة.
يرى الشافعية والحنابلة: أنها سنة قائمة بذاتها تُصلَّى قبل الظهر ولها فضل خاص.
وأكد أن المسألة من فضائل الأعمال، وهو مجال يتسع للاجتهاد، فمن أحب الجمع بين صلاة الزوال وسنة الظهر فله ذلك، ومن اكتفى بالسنة القبلية للظهر باعتبارها الزوال فلا حرج عليه، والأهم هو حضور القلب والخشوع.
واختتم بالتأكيد على فضل النوافل وأثرها في رفعة الدرجات ونيل محبة الله تعالى، مستشهدا بالحديث القدسي: «وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبَّه».
فضل صلاة الزوال
وكانت دار الإفتاء، كشفت في منشور لها عبر موقعها الرسمي فضل صلاة الزوال، إلى أن صلاة الزوال عندهم صلاة ذات سبب، فتحصل بصلاة سُنَّة الظهر ما لم ينفها، قال العلامة الشَّبْرَامَلِّسِي في “حاشيته على نهاية المحتاج” (2/ 122، ط. دار الفكر): [ويحتمل عدمُ سَنِّ قضاءِ سُنَّةِ الزوال؛ لتصريحه م ر بأنها ذات سبب، فإذا صَلَّى سُنَّة الظهر حصل بها سُنَّة الزوال ما لم ينفها، قياسًا على ما مَرَّ في تحية المسجد] اهـ. والمقصود بـ (م ر) أي: الشمس الرملي صاحب “النهاية”.
ووأضافت أن المفهوم من سياق عبارات فقهاء الحنابلة يوافق ما ذهب إليه الشافعية حيث نصُّوا على أنه يستحب صلاة أربع ركعات قبل الظهر وهنَّ غير سُنَّة الظهر الراتبة، والأربع التي تُصلى قبل الظهر غير السُّنَّة الراتبة هي سُنَّة الزوال.
قال العلامة شرف الدين أبو النجا في “الإقناع في فقه الإمام أحمد” (1/ 146، ط. دار المعرفة): [ويُسَنُّ غير الرواتب: أربع قبل الظهر وأربع بعدها].
وعمدة استدلالهم في ذلك حديث أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه قَالَ: أَدْمَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا هَذِهِ الرَّكَعَاتُ الَّتِي أَرَاكَ قَدْ أَدْمَنْتَهَا؟ قَالَ: «إِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفْتَحُ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ، فَلَا تُرْتَجُ حَتَّى يُصَلَّى الظُّهْرُ، فَأُحِبُّ أَنْ يَصْعَدَ لِي فِيهَا خَيْرٌ» أخرجه الإمام أحمد.
وعلى كل حالٍ فالأمر في ذلك واسع، والصواب في مثل هذا الباب من العبادات وفضائل الأعمال ترك الناس كلٌّ على حسب قدرته واجتهاده، فمن شاء أخذ بمذهب الشافعية والحنابلة وصَلَّى سُنَّة الزوال أربعًا، ومَن شاء أخذ بمذهب الحنفية واقتصر على سُنَّة الظهر القَبليَّة أربعًا وحاز بها الأجر والثواب، والعبرة في ذلك حيث يجد المسلم قلبه، وليس لأحد أن ينكر على الآخر في مثل ذلك ما دام الأمر فيه واسعًا.
وبناءً على ذلك: فإن صلاة الزوال تكون أربع ركعات، تُصلَّى بتسليم واحد في آخرهن، وقيل: ركعتين، تُصلَّى بعد زوال الشمس وقبل صلاة الظهر، قد واظب النبي صلى الله عليه وسلم عليها، وبشَّر مَن واظب على فعلها بتحريمه على النار، وهذا الباب من فضائل الأعمال والأمر فيه واسع، فمَن شاء قلَّد الشافعية والحنابلة فصَلَّاها وسنة الظهر، ومن شاء قلَّد الحنفية واقتصر على سُنَّة الظهر التي هي عين سُنَّة الزوال فالعبرة في ذلك حيث يجد المسلم قَلبَه.