في إنجاز تاريخي، أصبحت كيرستي كوفنتري، السباحة الأولمبية السابقة ووزيرة الرياضة في زيمبابوي، أول سيدة وأول شخصية من أفريقيا تتولى رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية، لتكون بذلك الرئيسة العاشرة في تاريخ المنظمة الممتد لنحو 131 عامًا.

فوز حاسم في انتخابات غير مسبوقة

حسمت كوفنتري (41 عامًا) الانتخابات التي جرت، اليوم الخميس، في اليونان، متفوقةً على 6 مرشحين آخرين، وذلك خلال تصويت شارك فيه حوالي 100 عضو من اللجنة الأولمبية الدولية. وتأتي هذه الانتخابات في ظل غياب مرشح بارز قبل التصويت، مما جعلها الأكثر انفتاحًا وصعوبة في التنبؤ بنتائجها منذ عقود.

وحظيت كوفنتري، التي شغلت عضوية اللجنة الأولمبية الدولية منذ 2013، بدعم كبير، حيث تردد أنها كانت المرشحة المفضلة لدى الرئيس المنتهية ولايته، توماس باخ، الذي يغادر منصبه في 23 يونيو 2025 بعد 12 عامًا من القيادة.

وقالت كوفنتري في خطاب قبولها أمام أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية: “سأجعلكم جميعًا فخورين جدًا، وآمل أن تكونوا واثقين للغاية من القرار الذي اتخذتموه”.

رحلة الإنجاز من حمامات السباحة إلى أعلى منصب رياضي

بدأت كوفنتري مسيرتها الرياضية كسباحة عالمية، حيث فازت بميداليتين ذهبيتين في دورتي أثينا 2004 وبكين 2008، مما جعلها من أبرز الرياضيين الأفارقة في تاريخ الأولمبياد. وبعد اعتزالها الرياضة، دخلت عالم الإدارة الرياضية، حيث تولت وزارة الرياضة في زيمبابوي، وشغلت مناصب مؤثرة داخل اللجنة الأولمبية الدولية، بما في ذلك رئاسة لجنة تقييم أولمبياد بريزبين 2032.

وأعربت كوفنتري عن فخرها بهذا الإنجاز، قائلةً في بيان للجنة الأولمبية الدولية: “لم تكن الفتاة الصغيرة التي بدأت السباحة في زيمبابوي لتحلم بهذه اللحظة. اليوم، تحطمت الحواجز الزجاجية، وأنا أدرك تمامًا مسؤولياتي كقدوة”.

وأضافت: “الرياضة قوة لا مثيل لها في توحيد الناس وخلق الفرص، وأنا ملتزمة بضمان تسخير هذه القوة على أكمل وجه”.

التحديات الكبرى التي تنتظر كوفنتري

مع توليها المنصب، تواجه كوفنتري تحديات كبيرة، أبرزها:

  • قيادة اللجنة الأولمبية الدولية حتى أولمبياد لوس أنجلوس 2028 وسط متغيرات سياسية ورياضية عالمية.
  • اختيار الدولة المضيفة لأولمبياد 2036، وسط منافسة بين الهند ودول في الشرق الأوسط.
  • الاستمرار في تعزيز المساواة بين الجنسين في الرياضة الأولمبية، وهو أحد الملفات التي شهدت تقدمًا كبيرًا خلال عهد توماس باخ.

وفي هذا السياق، أشاد باخ بفوز كوفنتري، قائلًا: “لا شك أن مستقبل الحركة الأولمبية مشرق، وأن القيم التي ندافع عنها ستظل نبراسًا لنا خلال السنوات القادمة”.

انتخابات مثيرة.. ودعم خفي من باخ؟

تنافس في الانتخابات عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم:

  • سيباستيان كو (رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى).
  • يوهان إلياش (رئيس الاتحاد الدولي للتزلج).
  • ديفيد لابارتين (رئيس الاتحاد الدولي للدراجات).
  • موريناري واتانابي (رئيس الاتحاد الدولي للجمباز).
  • الأمير فيصل بن الحسين من الأردن.

وكان خوان أنطونيو سامارانش المرشح الأبرز لمنافستها، إلا أن دعم باخ لها، وفق تقارير، ساعد في حسم المعركة لصالحها.

وفي مقابلة مع صحيفة “ليكيب” الفرنسية، نفت كوفنتري حصولها على دعم خاص من باخ، قائلةً: “ربما هذا مجرد انطباع لدى الناس، لكن جميع المرشحين تم التعامل معهم بالطريقة نفسها”.

من أفريقيا إلى العالم.. بداية حقبة جديدة

باختيار كوفنتري لرئاسة اللجنة الأولمبية الدولية، تدخل المنظمة حقبة جديدة، حيث تجسد قيادتها خطوة كبيرة نحو تمكين المرأة وتعزيز دور القارة الأفريقية في الرياضة العالمية.

ويبقى السؤال الأهم: كيف ستقود كيرستي كوفنتري اللجنة الأولمبية الدولية خلال العشر سنوات القادمة؟ وهل ستنجح في ترك بصمة دائمة في أكبر هيئة رياضية في العالم؟

شاركها.