تستعد وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” ومراكز الرصد العالمية لمتابعة مرور كويكب ضخم يعرف باسم 2025 FA22 بالقرب من الأرض في سبتمبر الجاري. 

يعتبر هذا الحدث الفلكي نادرًا، فهو يحدث مرة واحدة كل عشر سنوات تقريبًا. وعلى الرغم من تصنيف الكويكب ضمن فئة “الكويكبات المحتملة الخطورة”، أكدت “ناسا” أنه لا يشكل أي تهديد على كوكب الأرض.

ما هو الكويكب 2025 FA22؟

تم اكتشاف الكويكب 2025 FA22 لأول مرة في 29 مارس الماضي من قبل مرصد Pan-STARRS 2 في هاواي. 

يبلغ قطر الكويكب ما بين 120 و280 مترًا، وسيسيطر على مدار الكويكب مسافة تقارب 841 ألف كيلومتر من الأرض، مما يعتبر قريبًا نسبيًا وفق المقاييس الفلكية. 

بالتزامن مع هذا الحدث، أعلنت الشبكة الدولية للتحذير من الكويكبات (IAWN) عن إطلاق حملة رصد عالمية منسقة، ستشارك فيها وكالات فضاء ومرصد فلكية من مختلف الدول. 

تهدف هذه الحملة إلى دراسة الخصائص الفيزيائية للكويكب ومساره بدقة أكبر، بالإضافة إلى اختبار أنظمة الإنذار المبكر في سيناريو محاكاة لاصطدام افتراضي في سبتمبر 2089.

 

هل كوكب الأرض في خطر؟

طمأنت وكالة “ناسا”، المواطنين بشأن كوكب الأرض، مؤكدة في بيان لها أن مدار الكويكب آمن ولا توجد أي إشارات للاحتمالات التصادمية.

في البداية، حصل الكويكب على تصنيف “1” على مقياس تورينو، وهو أدنى مستوى من التحذير، مما يشير إلى احتمال ضعيف للغاية للاصطدام عام 2089. 

لكن بفضل المشاهدات الإضافية، بما في ذلك صور أرشيفية تعود إلى عامي 2012 و2014، تمكن العلماء من تقليص الشكوك بشأن مداره، مما يؤكد أنه لا يمثل أي خطر في المستقبل.

فرصة لهواة الفلك

يعتبر مرور 2025 FA22 فرصة نادرة لهواة الفلك، حيث يُتوقع أن يصل الكويكب إلى قدر فلكي يبلغ 13 في ليلتي 18 و19 سبتمبر، مما يجعله مرئيًا عبر التلسكوبات الصغيرة. هذه فرصة رائعة لعشاق الفضاء على مستوى العالم لمشاهدة كويكب مصنف كمحتمل الخطورة مباشرة.

تسعى “ناسا” من خلال هذا الحدث إلى تعزيز قدرات الرصد وتطوير تقنيات الدفاع الكوكبي. على الرغم من أن الكويكب لا يشكل تهديدًا، فإن دراسته تساهم في فهم أفضل لطبيعة الأجرام الفضائية الكبيرة وتحسين طرق تتبعها والتنبؤ بمساراتها.

وفقًا للخبراء، فإن هذه الأحداث تسلط الضوء على أهمية التعاون الدولي في مواجهة التهديدات الفضائية المحتملة. وتواصل الوكالات العلمية العمل على تطوير استراتيجيات تهدف إلى حماية الأرض من أي مخاطر مستقبلية، وهو ما يعكس الأهمية الكبيرة لإجراء مثل هذه الدراسات والتعاون العالمي في مجال الفضاء.

شاركها.