تجري كوسوفو اليوم الأحد، 28 ديسمبر 2025، انتخابات برلمانية مبكرة، في محاولة لكسر الجمود السياسي الذي استمر لأكثر من عام. ويسعى حزب رئيس الوزراء ألبين كورتي إلى الحصول على أغلبية مقاعد البرلمان، بعد فشله في تشكيل حكومة ائتلافية في وقت سابق من هذا العام. هذه الانتخابات تأتي في وقت حرج بالنسبة لكوسوفو، حيث تواجه تحديات اقتصادية وسياسية كبيرة.
الانتخابات هي الثانية من نوعها في كوسوفو هذا العام، بعد أن أدت الخلافات السياسية إلى حل البرلمان في نوفمبر/تشرين الثاني. وتأتي في ظل تعثر التصديق على اتفاقيات قروض مهمة من الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي، مما يعيق التنمية الاقتصادية للبلاد. الوضع الحالي يهدد بزيادة الأزمة السياسية وتأخير الإصلاحات الضرورية.
الوضع السياسي في كوسوفو والانتخابات المبكرة
أشهر من المفاوضات غير المثمرة لتشكيل حكومة أدت إلى استقالة رئيس الوزراء ودعوة الرئيسة فيوسا عثماني إلى انتخابات مبكرة. أحزاب المعارضة ترفض التعاون مع كورتي، معبرة عن انتقاداتها لسياساته الخارجية وتعاملها مع الأقلية الصربية في شمال كوسوفو. كورتي بدوره يلقي بالمسؤولية على المعارضة في إطالة أمد الأزمة.
وتشكل هذه الانتخابات اختبارًا حقيقيًا لقدرة الأحزاب السياسية على تجاوز الخلافات والعمل من أجل مصلحة البلاد. فشل تشكيل حكومة جديدة قد يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار وتأخير تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية الضرورية. الانتخابات تأتي أيضًا قبل موعد انتخاب رئيس جديد في أبريل/نيسان القادم.
تعهدات الأحزاب الرئيسية
ركزت الحملات الانتخابية على تحسين الظروف المعيشية للمواطنين. أعلن رئيس الوزراء كورتي عن وعود بزيادة الرواتب في القطاع العام، وزيادة الاستثمار الرأسمالي، وإنشاء وحدة متخصصة لمكافحة الجريمة المنظمة. البرامج الانتخابية تهدف إلى جذب الناخبين الذين يعانون من الفقر والبطالة.
في المقابل، قدمت أحزاب المعارضة أيضًا وعودًا بتحسين مستويات المعيشة، مع التركيز على معالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه البلاد. كما انتقدوا سياسات الحكومة الحالية واقترحوا بدائل تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة. الوضع الاقتصادي هو محور اهتمام كبير للناخبين.
تحديات تواجه كوسوفو
كوسوفو، التي أعلنت استقلالها عن صربيا عام 2008 بدعم من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، لا تزال تواجه العديد من التحديات. على الرغم من الدعم الدولي، تعاني البلاد من الفقر وعدم الاستقرار والجريمة المنظمة. الاستقلال لم يحل جميع المشاكل التي تواجه كوسوفو.
بالإضافة إلى ذلك، تواجه كوسوفو تحديات في مجال العلاقات مع صربيا، حيث لا تزال قضايا الأقلية الصربية في شمال البلاد تشكل مصدر توتر. كما أن البلاد بحاجة إلى إجراء إصلاحات شاملة في قطاعات العدالة والأمن والحكم لتعزيز سيادة القانون ومكافحة الفساد. العلاقات مع صربيا تظل قضية حساسة.
ويعبر العديد من الناخبين عن خيبة أملهم في الأداء السياسي للأحزاب الحاكمة والمعارضة. وقال إيدي كراسيكي، وهو طبيب، “لن تكون هناك فرحة كبيرة إذا فاز كورتي، ولن تكون هناك فرحة كبيرة إذا فازت المعارضة. هذا البلد بحاجة إلى تغييرات جذرية، ولا أرى أن هذا التغيير قادم”. هذا الشعور بالإحباط قد يؤدي إلى انخفاض الإقبال على التصويت.
تفتح مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة السابعة صباحًا (06:00 بتوقيت غرينتش) وتغلق في الساعة السابعة مساءً. لا تُنشر استطلاعات الرأي في كوسوفو، مما يجعل نتيجة الانتخابات غير مؤكدة. من المتوقع أن تكون النتائج متقاربة، وقد يتطلب الأمر مفاوضات طويلة لتشكيل حكومة جديدة.
من المتوقع أن يتم الإعلان عن النتائج الرسمية للانتخابات في الأيام القليلة القادمة. سيكون من المهم مراقبة ردود الفعل من الأحزاب السياسية والمجتمع الدولي، وكذلك تطورات المفاوضات لتشكيل حكومة جديدة. مستقبل كوسوفو يعتمد على قدرة القادة السياسيين على العمل معًا من أجل تحقيق الاستقرار والازدهار.






