أعلنت شركات كورية جنوبية عن إبرام سلسلة من الصفقات مع نظيراتها الأميركية، من بينها اتفاقيات بقيمة 50 مليار دولار مع “بوينغ” و”جي إي إيروسبيس”، عقب اللقاء المباشر الأول بين زعيمي البلدين ترمب ولي في واشنطن يوم الاثنين.

كان الجانبان قد توصلا في أواخر يوليو إلى اتفاق تجاري في اللحظة الأخيرة، نصّ على فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على الواردات الأميركية القادمة من كوريا الجنوبية، وهو ما مكّن سيول من تفادي نسبة البالغة 25% التي كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب يهدد بفرضها.

رغم الحملة الدبلوماسية التي قادها الرئيس لي جاي ميونغ وانتقادات ترمب السابقة التي اعتبر فيها أن الرسوم الجمركية الكورية أشد إجحافاً من تلك المفروضة في الصين، فإن الاتفاق ما زال قائماً.

اقرأ أيضاً : ترمب يعلن التوصل لاتفاق مع كوريا الجنوبية برسوم نسبتها 15%

كان قطاع الطيران المستفيد الأكبر مبدئياً من الاجتماع، إذ تخطط “الخطوط الجوية الكورية” لشراء أكثر من 100 طائرة من “بوينغ” بقيمة 36.2 مليار دولار، إلى جانب توقيع اتفاق بـ13.7 مليار دولار مع “جي إي إيروسبيس” لتوفير المحركات وخدمات الصيانة.

من المرتقب أن تحصل قطاعات الشحن والطاقة والنقل الأميركية على دعم إضافي عبر استثمارات وُعد بضخها مستقبلاً.

فيما يلي نظرة على أبرز التعهدات التي أعقبت قمة ترمب–لي:

الطيران

اتفاقية الشراء التي وقعتها “الخطوط الجوية الكورية” تُعد الأكبر في تاريخ الشركة. فبالإضافة إلى طلبية سابقة هذا العام، ستتسلم الشركة 50 طائرة من طراز “بوينغ 737 ماكس 10″، و25 طائرة “787 دريملاينر”، و20 طائرة ركاب عريضة البدن من طراز “777-9″، إلى جانب 8 طائرات شحن من طراز “777X”.

الصفقة الأحدث ترفع إجمالي طلبات “الخطوط الجوية الكورية” من “بوينغ” هذا العام إلى أكثر من 150 طائرة، وهو ما يزيد بأكثر من الضعف على حجم أسطولها الحالي من الطائرات التي تصنّعها شركة الطائرات الأميركية. وبمجرد إتمام الصفقة، سيرتفع رصيد طلبيات الشركة من “بوينغ” إلى 175 طائرة.

أصبحت طلبات الطائرات سمة رئيسية في الجهود الدبلوماسية منذ عودة ترمب إلى البيت الأبيض في يناير، حيث توزعت الصفقات بين اتفاقات جديدة وأخرى معاد تدويرها، فضلاً عن تعهدات لا تزال أقرب إلى الطموح، في إطار مساعٍ لتقليص العجز التجاري مع الولايات المتحدة.

الطاقة

وقّعت شركة الغاز الكورية الحكومية (Korea Gas Corp) اتفاقاً لشراء كميات إضافية من الغاز الطبيعي المسال القادم من الولايات المتحدة بحدود 3.3 مليون طن سنوياً، من شركات من بينها “ترافيغورا” (Trafigura). تتدفق الواردات اعتباراً من عام 2028 وتمتد على مدى عقد. 

من أوروبا إلى آسيا، تعهدت دول عدة بشراء المزيد من موارد الطاقة الأميركية، خصوصاً النفط والغاز الطبيعي، سعياً لاسترضاء إدارة ترمب في المفاوضات التجارية.

تشمل موجة الصفقات الأخيرة تعهّداً من الاتحاد الأوروبي بشراء واردات من الطاقة الأميركية بقيمة 750 مليار دولار على مدى ثلاث سنوات، رغم التحديات التي قد تعرقل تنفيذ هذا الالتزام.

كيف أصبح الغاز الطبيعي المسال أهم صادرات أميركا؟

كما وافقت الهند على زيادة وارداتها من النفط والغاز، فيما أعلنت اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان أنها تدرس الاستثمار في مشروع لتصدير الغاز الطبيعي المسال في ألاسكا، تبلغ قيمته 44 مليار دولار ويحظى بدعم إدارة ترمب.

كما وقّعت شركة “سنتروس إنرجي” (Centrus Energy) الأميركية مذكرة تفاهم غير ملزمة مع “كوريا هايدرو آند نيوكلير باور” (Korea Hydro & Nuclear Power) و”بوسكو إنترناشونال” (Posco International)، لاستكشاف فرص استثمار محتملة تدعم توسعة مصنع “سنتروس” لتخصيب اليورانيوم في ولاية أوهايو.

السيارات والروبوتات

تعتزم مجموعة “هيونداي موتور” زيادة استثماراتها في الولايات المتحدة إلى 26 مليار دولار حتى عام 2028، في إطار مساعيها لتوسيع إنتاج السيارات والصلب والروبوتات.

تشير الخطة الممتدة على أربع سنوات إلى ارتفاع الاستثمارات بواقع 5 مليارات دولار عن الـ21 ملياراً المعلَن عنها في مارس، وتشمل إنشاء مصنع جديد للصلب في لويزيانا، وتوسيع إنتاج السيارات، وإنشاء منشأة للروبوتات قادرة على تصنيع 30 ألف وحدة سنوياً. ومن المتوقع أن توفر هذه المشروعات معاً نحو 25 ألف وظيفة جديدة.

شهدت صناعة السيارات العالمية اضطراباً كبيراً بفعل موجة الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب وتشمل السيارات وقطع الغيار والصلب، ما يهدد بإعادة تشكيل سلاسل التوريد وزيادة التكاليف على المستهلكين. قالت “هيونداي”، التي دخلت السوق الأميركية عام 1986، إنها استثمرت بالفعل أكثر من 20.5 مليار دولار هناك.

السفن الحربية

وقّعت شركة “سامسونغ هيفي إندستريز” (Samsung Heavy Industries) اتفاق شراكة استراتيجية مع مجموعة “فيغور مارين” (Vigor Marine) الأميركية لتقديم خدمات الصيانة والإصلاح والتجديد للسفن الحربية الأميركية.

قالت شركة بناء السفن إنها تعتزم توسيع نطاق التعاون ليشمل السفن التجارية والمتخصصة، والعمل على مشروعات مشتركة لبناء السفن مع أحواض بناء أميركية شريكة.  كما تدرس الشركة تأمين شراكات إضافية مع أحواض أخرى.

كوريا الجنوبية تغري ترمب بشراكة في بناء السفن لإبرام اتفاق تجاري

في يوليو الماضي، تعهدت سيول بضخ 150 مليار دولار للمساعدة في إنعاش صناعة بناء السفن الأميركية المتعثرة، فيما تسعى كوريا الجنوبية إلى تعزيز أهميتها الاستراتيجية في هذا القطاع لتطرح نفسها بديلاً عن الصين.

شاركها.