كشف الجيش الإسرائيلي عن شبكة أنفاق واسعة النطاق تابعة لحركة حماس تحت مدينة رفح جنوب قطاع غزة. هذه الأنفاق، التي وصفها الجيش بأنها من بين الأكثر تعقيدًا، تمتد على مسافة سبعة كيلومترات تحت الأرض، وتتضمن حوالي 80 غرفة، واستُخدمت في عمليات القيادة وتخزين الأسلحة وإيواء عناصر حماس. تضاف هذه الاكتشافات إلى فهم أعمق لبنية حماس التحتية واستراتيجياتها القتالية.
اكتشاف أطول نفق لحماس في غزة
أعلن الجيش الإسرائيلي عن اكتشاف “نفق جذري” يمتد على طول 7 كيلومترات تقريبًا، وعلى عمق 25 مترًا تحت الأرض، ويحتوي على حوالي 80 ملجأً. ويُعتقد أن هذا النفق استخدم لأغراض قيادية ولوجستية، وكذلك لتخزين الأسلحة، مما يشكل جزءًا حيويًا من شبكة الأنفاق المتشابكة التي تعتمد عليها حماس في عملياتها. يظهر فيديو نشره الجيش الإسرائيلي ممرات خرسانية معززة وغرفًا واسعة، مما يؤكد مدى التطور والاتساع الذي وصلت إليه شبكة الأنفاق هذه.
أهمية النفق الجذري
وفقًا لمحللين إسرائيليين، يمثل تدمير هذا النفق ضربة استراتيجية كبيرة لحماس، و يمهد الطريق لهزيمتها. ويشرح البروفيسور كوبي مايكل، الباحث البارز في معهد الدراسات الأمنية القومية والمعهد ميسباف، أن الأنفاق الجذرية تشكل العمود الفقري لنظام الحرب تحت الأرض الذي تستخدمه حماس.
هذه الأنفاق ليست مجرد ممرات، بل هي مراكز عمليات متكاملة. يقول مايكل إنها تستخدم في القيادة والسيطرة، وتخزين الأسلحة، وتصنيع الأسلحة، واللوجستيات الاستراتيجية، وغالبًا ما تكون مكتظة بالمئات من المقاتلين والقادة.
يعتقد الجيش الإسرائيلي أن هذا النفق تحديدًا قد يكون مرتبطًا بالمنطقة التي احتُجز فيها الملازم هادار غولدين، وهو جندي إسرائيلي أُسر خلال حرب غزة عام 2014. وقد أُعيدت بقايا غولدين في وقت سابق من هذا الشهر بعد أكثر من عقد من الأسر.
استخدام المرافق المدنية كغطاء للأنفاق
يزعم الجيش الإسرائيلي أن النفق بدأ من تحت مجمع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وامتد تحت مواقع مدنية أخرى. وهذا يثير تساؤلات حول مدى استغلال حماس للمرافق المدنية والإنسانية لمنع الجيش الإسرائيلي من مهاجمة الأنفاق.
في هذا السياق، تشير التقديرات إلى أن تكلفة بناء هذه الأنفاق باهظة جدًا، إذ تصل إلى ملايين الشواقل الإسرائيلية، مع الأخذ في الاعتبار تكاليف مواد البناء والعمال والمرافق اللازمة.
تأتي هذه التطورات في سياق عمليات إسرائيلية مستمرة في قطاع غزة، والتي تهدف إلى تفكيك القدرات العسكرية لحماس ومنع الهجمات المستقبلية. تذكرنا هذه الأحداث ببيان سابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عام 2014، والذي أكد فيه عزمه على تدمير الأنفاق التي تستخدمها حماس للتسلل إلى الأراضي الإسرائيلية “بأمر أو بدون وقف لإطلاق النار”.
الجهود السابقة في تدمير الأنفاق
منذ بداية الصراع، ركزت إسرائيل على تدمير شبكة الأنفاق التابعة لحماس، معتقدة أنها عنصر رئيسي في قدرة الحركة على مواصلة القتال. وقد كشف تحقيق نشرته وكالة رويترز في عام 2023 عن أن حماس كانت تستخدم الأنفاق لإخفاء الرهائن الذين تم أسرهم خلال هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر. وذكر الجيش الإسرائيلي أنه اكتشف حوالي 1500 نفقًا ومنصة تابعة لحماس في جميع أنحاء قطاع غزة.
العمليات السرية ضد حماس: بالإضافة إلى العمليات العسكرية المباشرة، نفذت إسرائيل حملة سرية تستهدف قادة حماس المسؤولين عن هجوم 7 أكتوبر. وتهدف هذه العمليات إلى تعطيل قيادة الحركة وتقويض قدراتها العسكرية.
هجوم دوجا: أثبت الهجوم الذي شنته إسرائيل على الدوحة أهمية كبيرة، حيث أرسل رسالة قوية مفادها أن الإرهاب لن يجد ملاذًا آمنًا. ويؤكد هذا الهجوم على عزم إسرائيل على مطاردة قادة حماس الذين يتواجدون خارج غزة.
مع استمرار العمليات الإسرائيلية في غزة، يظل تدمير شبكات الأنفاق التابعة لحماس أولوية قصوى في استراتيجيتها. من المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة مزيدًا من الجهود العسكرية في هذا الاتجاه، مع التركيز على تحديد وتدمير المزيد من الأنفاق، وتوقيع الضرر على البنية التحتية العسكرية لحماس. ومع ذلك، يظل الوضع في غزة معقدًا وغير مؤكد، ويتوقف على عوامل متعددة، بما في ذلك رد فعل حماس، والمفاوضات الجارية، والوضع الإنساني المتدهور.






