أكد رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أنه قدم اعتذاراً للرئيس الأميركي دونالد ترمب عن إعلان تلفزيوني يعارض الرسوم الجمركية، مشيراً في الوقت ذاته إلى استعداده للتفاوض على اتفاق تجاري أفضل مع الجارة الجنوبية.
قال كارني للصحفيين يوم السبت في غيونغو بكوريا الجنوبية، حيث شارك في قمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك): “لقد اعتذرت فعلاً للرئيس”.
وأوضح أنه شاهد الإعلان قبل بثّه وطلب من رئيس وزراء أونتاريو دوغ فورد عدم المضي في عرضه. وأضاف: “لم أكن لأفعل ذلك”، في إشارة إلى الإعلان.
وأضاف كارني: “بصفتي رئيس الوزراء، فأنا المسؤول عن إدارة العلاقة مع رئيس الولايات المتحدة. هكذا تحدث الأمور، نتقبل الجيد والسيئ منها، وقد اعتذرت بالفعل”.
توتر العلاقات التجارية بين أميركا وكندا
وقال ترمب سابقاً إنه تلقى اعتذاراً من كارني، لكنه ألمح إلى أن المحادثات التجارية بين البلدين لن تُستأنف.
عندما سأله الصحفيون على متن الطائرة الرئاسية “إير فورس وان” عما إذا كانت المفاوضات بين البيت الأبيض وحكومة كارني ستُستأنف، أجاب ترمب قائلاً: “لا، لكن لدي علاقة جيدة جداً معه، أنا أحبه كثيراً، لكن كما تعلمون، ما فعلوه كان خطأً. لقد كان لطيفاً جداً، واعتذر عن الإعلان التجاري”.
ترمب يعلق استئناف المفاوضات التجارية مع كندا لفترة غير محددة
في السياق نفسه، قال وزير الطاقة الأميركي كريس رايت في وقت سابق من يوم الجمعة إن الهدف هو عودة الولايات المتحدة وكندا إلى طاولة المفاوضات بعد توقفها الأسبوع الماضي، وتعزيز التعاون بين البلدين بشكل أوثق في مجالات النفط والغاز والمعادن الحيوية.
أضاف رايت، خلال حديثه للصحفيين في اجتماع وزراء الطاقة والبيئة لمجموعة السبع في تورونتو يوم الجمعة، أن التوتر الذي يحيط بالمحادثات بين كندا والولايات المتحدة “له أسبابه الوجيهة”.
وكان ترمب قد علّق المفاوضات الأسبوع الماضي بعدما بثّت مقاطعة أونتاريو إعلاناً مناهضاً للرسوم الجمركية في الولايات المتحدة، مستلهماً خطاباً إذاعياً للرئيس الأسبق رونالد ريغان يعود إلى عام 1987. كما هدّد بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على كندا.
اتفاق تجاري بشأن قطاعات متعددة
قبل تعثر المفاوضات، أوضح كارني أن البلدين كانا يحرزان تقدماً نحو اتفاق بشأن الرسوم القطاعية على الصلب والألمنيوم، إضافةً إلى قطاع الطاقة. وكان كارني قد حث ترمب على إعادة إحياء مشروع خط أنابيب “كيستون إكس إل” (Keystone XL).
قال رايت: “لسوء الحظ، واجهنا بعض العقبات في الطريق. أعتقد أن الهدف هو إعادة الأمور إلى نصابها، وتعزيز التعاون بين الولايات المتحدة وكندا في مجالات المعادن الحيوية والنفط والغاز”.
اقرأ أيضاً: ترمب يعلن زيادة الرسوم الجمركية على كندا بنسبة 10% إضافية
كما صرّح ترمب مؤخراً بأنه راضٍ عن الاتفاق التجاري الحالي بين الولايات المتحدة وكندا، والذي تتضمن فرض ضرائب استيراد أميركية على السيارات والأخشاب والصلب والألمنيوم، إلى جانب رسوم بنسبة 35% على سلع أخرى غير مشمولة باتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا التي أبرمها ترمب خلال ولايته الأولى.
قال كارني يوم السبت: “بعد كل الضجيج الذي أُثير هذا الأسبوع، تظل كندا صاحبة أفضل اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة مقارنة بأي دولة أخرى. ونحن على استعداد للتفاوض حول اتفاق أفضل يعود بالنفع على البلدين”.






