وصف الكاتب الإسرائيلي بن كسبيت الحرب المستمرة التي تخوضها إسرائيل ضد قطاع غزة منذ 23 شهرا بأنها “الأسوأ في تاريخ إسرائيل”.

وفي مقال له بصحيفة “معاريف” الإسرائيلية، قال الكاتب إن نتائج تلك الحرب حتى الآن “تُظهر فشلا ذريعا رغم مرور نحو عامين على اندلاعها”.

واستشهد بن كسبيت “بسقوط أكثر من 900 جندي إسرائيلي قتلى خلال الحرب”، من دون أن تتمكن إسرائيل من تحقيق “الحسم الموعود” ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي يعتبرها الكاتب “الأضعف” بين أعداء إسرائيل.

وحمل الكاتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “المسؤولية الكاملة عن استمرار المأزق الذي تعيشه إسرائيل”، وقال إن نتنياهو “أصبح رهينة لوزراء أقصى اليمين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، على حساب مصلحة الجنود والأسرى ومكانة إسرائيل الدولية”.

هزيمة عسكرية ومعنوية

ويرى كسبيت أن “إسرائيل تخوض منذ قرابة عامين حربا غير مسبوقة في قطاع غزة، سخّرت خلالها ترسانة هائلة من القوة العسكرية ضد حركة حماس التي أنشأت جيشا لنفسها”.

وقال إن حماس “ليس لديها سلاح جوي، وليس لديها أسلحة ثقيلة ولا تملك معدات مدرعة، ولا تملك صواريخ مضادة للطائرات، ولا تملك أسطولا بحريا ولا رادارات، وليس لديها أسلحة اعتراضية، وهي محصورة في شريط معزول ومحاصر من الأرض مسطح وخال من العوائق الأرضية”.

ويعلق على ذلك بالقول “إذا كان الجيش الإسرائيلي بعظمته غير قادر على هزيمة حركة محاصَرة في شريط ضيق بلا دفاع جوي أو أسلحة متطورة أو جيش نظامي، فهذه كارثة إستراتيجية”.

ويضيف “ما جرى حتى الآن لا يمكن وصفه إلا بالهزيمة، إذ إن حماس أضعف بكثير من حزب الله اللبناني، ولا يمكن مقارنتها بإيران أو حتى سوريا، ومع ذلك لم تنجح إسرائيل في إخضاعها بالكامل”.

كما أشار إلى الجندي الإسرائيلي أريئيل لوبلينر الذي قُتل مؤخرا، قائلا “إنه أصبح القتيل رقم 900 من الجيش في هذه الحرب، ليجسد حجم الثمن الباهظ الذي دفعته إسرائيل من دون جدوى”، وفق تعبيره.

واعتبر كسبيت أن هذه الأرقام تكشف عن “حرب عبثية” يديرها نتنياهو وحكومته، مؤكدا أن الجيش الإسرائيلي “فكك بالفعل البنى العسكرية لحماس وقتل آلافا من مقاتليها وقياداتها، لكن غياب رؤية سياسية وقيادة مسؤولة جعل النصر غير قابل للتحقق على الأرض”.

ويمضي بن كسبيت في مقاله قائلا “إن المشكلة ليست في قدرات الجيش أو في حجم التضحيات، بل في القيادة السياسية المعطوبة” ولا يزال نتنياهو يصر على الترويج لفكرة أن “الحسم لم يتحقق بعد”، فقط من أجل إطالة أمد بقائه في الحكم وتجنب محاكمته الجارية بتهم الفساد.

دولة منبوذة

وينتقد كسبيت بشدة حجة نتنياهو الأخيرة بأن إسرائيل “تتمتع الآن بشرعية دولية لاحتلال غزة”، معتبرا أن هذه المقولة “معكوسة تماما، لأن إسرائيل أصبحت دولة منبوذة على الساحة الدولية، ومكانتها في الحضيض”.

ويضيف “إنهم يبصقون علينا ويدينوننا في كل ركن من أركان العالم، حتى في أميركا، أعظم صديق لنا، وفي المناطق التي كان من الممكن لك فيها حتى الآن الشعور بالحرية كإسرائيلي ويهودي، في حين تتسارع عملية الاعتراف بدولة فلسطينية. لقد سئم العالم منا”.

ويعتقد الكاتب “أن أي عملية عسكرية جديدة ستفاقم عزلة إسرائيل، بينما كان يمكن استعادة جزء من التعاطف الدولي المفقود عبر الدخول في صفقة تبادل جزئية تُنقذ حياة عشرات المحتجزين لدى حماس”.

وتطرق المقال إلى الأسرى الإسرائيليين الذين ما زالوا في قبضة حماس، معتبرا أن نتنياهو “يتلاعب بمصيرهم ويجعلهم رهائن لمصالحه السياسية، تماما كما أنه رهينة” لابتزاز شركائه اليمينيين بن غفير وسموتريتش”.

واختتم الكاتب مقاله بالقول “نحن رهائن لنتنياهو، وأسرانا لدى حماس، وهذه المعادلة هي مثلث برمودا للواقع المروّع الذي انزلقت إليه إسرائيل في صيف 2025”.

شاركها.