أجريت قرعة كأس العالم 2026 مساء الجمعة في واشنطن العاصمة، لتحديد مسارات المنتخبات المشاركة في النسخة التاريخية التي تستضيفها الولايات المتحدة والمكسيك وكندا بشكل مشترك. شهدت القرعة حضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأسفرت عن توزيع المنتخبات على المجموعات الثماني، مما رسم خطوطًا أولية للمنافسة في البطولة التي ستشهد مشاركة 48 منتخبًا للمرة الأولى. وتعد هذه النسخة من كأس العالم الأكبر على الإطلاق.

عُقدت القرعة في مركز كينيدي للفنون المسرحية، وشهدت متابعة جماهيرية واسعة عبر وسائل الإعلام المختلفة. وقد تم تقسيم المنتخبات بناءً على تصنيفها العالمي، مع مراعاة عدم تواجد أكثر من فريقين من نفس القارة في المجموعة الواحدة، باستثناء قارة أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (CONCACAF) التي لديها ثلاثة مقاعد مضمونة. وتأتي هذه القرعة قبل ثلاث سنوات من انطلاق البطولة، مما يمنح المنتخبات وقتًا كافيًا للاستعداد.

تفاصيل قرعة كأس العالم 2026 وتوزيع المنتخبات

تم توزيع المنتخبات المشاركة في كأس العالم على المجموعات الثماني وفقًا لتصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA). وقد تم وضع المنتخبات الأعلى تصنيفًا في مراكز الصدارة في كل مجموعة، بينما تم توزيع باقي الفرق بشكل عشوائي مع الأخذ في الاعتبار القيود الجغرافية. وتشمل هذه القيود تجنب وضع فريقين من نفس القارة في نفس المجموعة، مما يضمن تنوعًا في المنافسات.

المجموعات الثماني وتوقعات أولية

أسفرت القرعة عن مجموعات مثيرة للاهتمام، حيث ضمت بعض المجموعات فرقًا قوية من مختلف القارات. على سبيل المثال، ضمت المجموعة الأولى منتخبات من أمريكا الشمالية وأوروبا وأفريقيا، مما يجعلها مجموعة صعبة للغاية. بينما شهدت مجموعات أخرى توزيعًا أكثر توازنًا، مما قد يفتح الباب أمام مفاجآت.

تعتبر المنتخبات الأوروبية والأمريكية الجنوبية من أبرز المرشحين للفوز بالبطولة، وذلك نظرًا لقوتها التاريخية وتألق نجومها. ومع ذلك، فإن المنتخبات الأفريقية والآسيوية تسعى إلى تحقيق نتائج أفضل في هذه النسخة من البطولة، مستفيدة من زيادة عدد الفرق المشاركة. كما أن أداء المنتخبات المضيفة، الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، سيكون محل اهتمام كبير.

تأثير زيادة عدد الفرق المشاركة

تعد زيادة عدد الفرق المشاركة في كأس العالم من 32 إلى 48 منتخبًا تغييرًا تاريخيًا في البطولة. يهدف هذا التغيير إلى إتاحة الفرصة لعدد أكبر من الدول للمشاركة في الحدث العالمي، وتعزيز تطوير كرة القدم في مختلف القارات. ومع ذلك، يثير هذا التغيير أيضًا بعض التساؤلات حول مستوى المنافسة وتأثيره على جودة المباريات.

يرى بعض الخبراء أن زيادة عدد الفرق قد يؤدي إلى انخفاض مستوى المنافسة، حيث ستشارك منتخبات أقل استعدادًا. في المقابل، يرى آخرون أن هذا التغيير سيساهم في إضفاء المزيد من الإثارة على البطولة، وزيادة فرص المنتخبات الصغيرة في تحقيق نتائج مفاجئة. بالإضافة إلى ذلك، فإن زيادة عدد المباريات ستؤدي إلى زيادة الإيرادات التجارية للاتحاد الدولي لكرة القدم.

الاستعدادات اللوجستية والتحديات المقبلة

تستعد الولايات المتحدة والمكسيك وكندا لاستضافة كأس العالم، وتعمل على تطوير البنية التحتية اللازمة لاستقبال الفرق والجماهير. تشمل هذه الاستعدادات تطوير الملاعب والفنادق ووسائل النقل، بالإضافة إلى تعزيز الأمن والسلامة. وتواجه الدول الثلاث تحديات لوجستية كبيرة، نظرًا لاتساع المسافات بين المدن المضيفة.

أعلنت اللجنة المنظمة عن خطط لتطوير 16 ملعبًا في المدن المضيفة، وتحديث شبكات النقل لضمان سهولة تنقل الفرق والجماهير. كما تعمل الدول الثلاث على تنسيق الجهود الأمنية لضمان سلامة المشاركين في البطولة. وتشير التقارير إلى أن الاستعدادات تسير وفقًا للخطة الموضوعة، ولكن لا تزال هناك بعض التحديات التي يجب التغلب عليها.

بالإضافة إلى التحديات اللوجستية، تواجه الدول المضيفة تحديات اقتصادية واجتماعية. فقد يؤدي استضافة الحدث الرياضي إلى زيادة الإنفاق الحكومي، وارتفاع أسعار الفنادق والخدمات. ومع ذلك، فإن استضافة كأس العالم يمكن أن تساهم أيضًا في تعزيز السياحة، وخلق فرص عمل جديدة.

الخطوة التالية هي استكمال التصفيات المؤهلة لكأس العالم في مختلف القارات. من المتوقع أن تنتهي التصفيات بحلول نهاية عام 2025، مما يحدد بشكل نهائي المنتخبات الـ 48 المشاركة في البطولة. سيتم بعد ذلك إجراء قرعة نهائية لتحديد مسارات المنتخبات في البطولة، وتحديد جدول المباريات. يبقى التحدي الأكبر هو ضمان استعداد كامل للدول المضيفة، وتقديم بطولة ناجحة ومثيرة.

شاركها.