أُغلق المجال الجوي فوق العاصمة التركية أنقرة مساء الثلاثاء بعد تحطم طائرة خاصة كانت تقل رئيس أركان الجيش الليبي، محمد علي أحمد الحداد، جنوب أنقرة بعد وقت قصير من الإقلاع. وقد أدى هذا الحادث إلى تغيير مسار الرحلات الجوية وإطلاق استجابة أمنية طارئة، بالإضافة إلى تحقيق مستمر في دولة عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو). التحقيق في حادثة تحطم الطائرة جارٍ لتحديد الأسباب والملابسات.
وفقًا لمسؤولين أتراك نقلت عنهم وكالة الأنباء الفرنسية، كانت الطائرة من طراز فالكون 50 تقل الحداد وأربعة آخرين عندما فقدت الاتصال بعد حوالي 30 دقيقة من إقلاعها من مطار إيسنبوغا الدولي. وقد أكدت السلطات الليبية والتركية لاحقًا وفاة الحداد.
تفاصيل حادث تحطم الطائرة في تركيا
أدى الإغلاق المؤقت للمجال الجوي فوق أنقرة إلى رفع مستوى الحادث عن مجرد حادث طيران روتيني. عادة ما يتم حجز مثل هذه الإجراءات للحالات التي تنطوي على مخاطر أمنية لم يتم حلها أو الحاجة إلى تأمين العاصمة بينما تقوم السلطات بتقييم التهديدات المحتملة اللاحقة، وفقًا لتقارير إعلامية تركية.
صرح وزير الداخلية التركي علي يرليكايا أن الاتصال بالطائرة فقد في الساعة 20:52 بالتوقيت المحلي بعد أن أرسلت إشارة إلى الحاجة إلى هبوط اضطراري بالقرب من هايمانا، على بعد حوالي 75 كيلومترًا جنوب العاصمة. الطائرة، التي تحمل الرقم التسلسلي 9H-DFJ، أقلعت في الساعة 20:10 متجهة إلى طرابلس.
بعد فقدان الاتصال، أغلقت السلطات التركية المجال الجوي فوق أنقرة كإجراء احترازي وحوّلت العديد من الرحلات التجارية بعيدًا عن مطار إيسنبوغا، حسبما ذكرت شبكة إن تي في التركية وبيانات تتبع الرحلات التي نقلتها TRT.
زيارة رسمية والتعاون العسكري
يأتي هذا الحادث بعد ساعات قليلة من انتهاء زيارة رسمية للحداد إلى أنقرة. أعلنت وزارة الدفاع التركية في وقت سابق أن رئيس أركان الجيش الليبي التقى بوزير الدفاع التركي يشار غولر، ورئيس الأركان التركي سلجوق بايراكتار أوغلو، وكبار القادة الآخرين، كجزء من التنسيق العسكري والأمني المستمر بين تركيا وليبيا، وفقًا لـ TRT.
وأشارت Türkiye Today إلى أن الزيارة أكدت تعزيز الروابط الدفاعية بين أنقرة وحكومة طرابلس الليبية، مما أضاف حساسية للحادث نظرًا لمكانة الركاب الرفيعة المستوى والتوقيت مباشرة بعد الاجتماعات رفيعة المستوى. التعاون في مجال مكافحة الإرهاب هو أيضًا مجال رئيسي للاهتمام المشترك بين البلدين.
قال رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية الليبية المعترف بها دوليًا، عبد الحميد الدبيبة، إنه تلقى أنباء وفاة رئيس أركان الجيش الليبي بعد أن فقدت طائرة الحداد الاتصال فوق أنقرة في تركيا، حسبما ذكرت وكالة رويترز. وأضاف الدبيبة، الذي قال إنه يحزن على وفاة الحداد، أن رئيس الأركان كان يرافقه آخرون على متن الطائرة، بمن فيهم مسؤولون عسكريون. لم يتم الكشف عن مزيد من التفاصيل حول هويات الركاب الآخرين أو أوضاعهم في الوقت الحالي.
التحقيق مستمر
لم تكشف السلطات التركية بعد عن تفاصيل سبب التحطم. ولم تصدر أي بيانات رسمية تشير إلى تخريب أو نيران معادية، وأي استنتاجات تتجاوز حالة الطوارئ المعلنة أثناء الرحلة لا تزال قيد التحقق. التحقيق يركز حاليًا على فحص سجلات الطائرة وصندوقي التسجيل (الأسود) لتحديد ما إذا كان هناك أي خلل فني أو خطأ بشري.
تستمر عمليات البحث والإنقاذ، وأعلنت السلطات التركية أنها ستصدر مزيدًا من المعلومات فور تأكيدها. من المتوقع أن تشارك فرق تحقيق دولية في التحقيق، نظرًا لطبيعة الحادث وأهمية الشخصيات التي كانت على متن الطائرة.
من المرجح أن يركز التحقيق أيضًا على الظروف الجوية في وقت الحادث، بالإضافة إلى أي اتصالات بين الطائرة ومراقبة الحركة الجوية. في الوقت الحالي، لا توجد مؤشرات على وجود أي لعب قذر، ولكن لا يمكن استبعاد أي شيء حتى اكتمال التحقيق.
من المتوقع أن تصدر السلطات التركية تقريرًا أوليًا عن الحادث في غضون أيام قليلة، مع توقع المزيد من التحليلات المتعمقة في الأسابيع والأشهر المقبلة. ستراقب الأوساط الإقليمية والدولية عن كثب نتائج التحقيق، نظرًا للآثار المحتملة على الاستقرار السياسي والأمني في ليبيا والمنطقة.






