قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، إن التكنولوجيا أصبحت اليوم إحدى أخطر أدوات الهيمنة السياسية في العالم، حيث باتت بنية قوة تُستخدم في إعادة هندسة وعي المجتمعات وصناعة واقع يخدم مصالح القوى المسيطرة.
وأشار إلى أنّ هذا التحول يتجلى بوضوح عندما تُسخَّر المعرفة الرقمية لحماية الإبادة الإسرائيلية واستدامة الاحتلال.
وتابع القيادي الفتحاوي موضحاً أنّ مشروع ‘نمبوس’ يجسّد هذا الواقع بصورة فاضحة، فهو اتفاق ضخم بقيمة مليار ومئتي مليون دولار تعاقدت فيه شركات عالمية مثل جوجل وأمازون مع منظومة الاحتلال الإبادية لتوفير خدمات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي للجيش والأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية. وأكد أنّ هذا المشروع يمثّل بنية تكنولوجية معدّة لتأمين قدرات عملياتية متواصلة للآلة العسكرية الإبادية الإسرائيلية حتى عندما تُستخدم التقنية في قتل الأطفال وتدمير الحياة الفلسطينية.
وبيّن دلياني وجود بروتوكولات وإشعارات وآليات تشفير مرتبطة بإشعار حكومة دولة الإبادة بأي استقصاء أو تحقيق أو طلب تقدمه جهات قضائية دولية بشأن جرائم الحرب التي ترتكبها، بهدف إخفاء الأدلة ومنع أي مسار قانوني من ملاحقة المسؤولين عنها.
وأضاف أنّ هذا التعاون الرقمي بين هذه الشركات العملاقة ودولة الابادة أسهم في توسيع رقعة الدمار واستهداف أحياء مأهولة ومؤسسات صحية وتعليمية، ما أدى إلى استشهاد عشرات الآلاف من أهلنا في غزة.
وختم المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح بالدعوة إلى وضع منظومة دولية صارمة تحكم استخدام التكنولوجيا العسكرية وتفرض مساءلة حقيقية على كل طرف يسهم في تحويل المعرفة الرقمية إلى أداة تمد الإبادة بالحماية والقوة.

 
		
 
									 
					 اختر منطقتك
 اختر منطقتك	 حالة الطقس
 حالة الطقس	





