قمة ألاسكا: لقاء العمالقة أم لعبة سياسية؟

في عالم السياسة، حيث تُصنع القرارات الكبرى خلف الأبواب المغلقة، تبرز قمة ألاسكا المرتقبة بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين كحدث يشد الأنظار. لكن هل ستكون هذه القمة مجرد صورة فوتوغرافية أخرى تجمع الزعيمين أم أنها ستُحدث فرقًا حقيقيًا في الساحة الدولية؟

أوكرانيا: الغائب الحاضر

الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، كايا كالاس، لم تتردد في التعبير عن رأيها الصريح بأن غياب أوكرانيا عن هذه القمة يجعلها بلا معنى. فبالنسبة لها، بوتين يلعب لعبة سياسية محضة، يسعى من خلالها للحصول على صورة مع الشخص الأكثر تأثيرًا في العالم – الرئيس ترمب – بينما يهدف إلى تأجيل العقوبات المفروضة عليه.

كالاس تساءلت بجرأة: “ما الذي سيحصل عليه الآخرون من هذا الاجتماع؟” وأكدت أن حضور الرئيس الأوكراني زيلينسكي والأوروبيين سيحول اللقاء إلى تفاوض حقيقي. فروسيا هي التي هاجمت أوكرانيا، والحرب تدور على الأراضي الأوروبية والأوكرانية. لذا يجب أن يكون الأوكرانيون جزءًا من أي اتفاق يُبرم.

غزة تحت المجهر الأوروبي

وفي سياق آخر لا يقل أهمية، أدانت كالاس القرار الإسرائيلي بتوسيع العملية العسكرية في غزة بشدة. وقالت إن قتل الصحفيين هناك مدان أيضًا على نطاق واسع من قبل أوروبا. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ماذا يمكن لأوروبا أن تفعل؟

عندما سُئلت عن إمكانية فرض عقوبات على إسرائيل، أجابت بحذر أن الاتحاد الأوروبي المكون من 27 دولة لديه آراء مختلفة. ومع ذلك، يتفق الجميع على دعم حل الدولتين وتحسين الوضع الإنساني المتدهور بشكل لا يُحتمل.

زيلينسكي وتحديات الشرق الأوكراني

من جانبه، اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الاجتماع بين ترمب وبوتين يمثل “انتصارًا شخصيًا” للرئيس الروسي. لكنه أكد بوضوح أن كييف لن تنسحب قواتها من شرق أوكرانيا كجزء من أي اتفاق سلام محتمل.

زيلينسكي شدد على ضرورة إشراك أوكرانيا في أي مفاوضات مستقبلية لضمان تحقيق السلام الحقيقي والدائم في المنطقة.

في النهاية، تبقى قمة ألاسكا حدثًا مثيرًا للجدل والتوقعات. فهل ستكون بداية لمرحلة جديدة من العلاقات الدولية أم مجرد فصل آخر في كتاب السياسة العالمية المعقد؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف لنا الإجابة.

The post قمة ألاسكا بلا أوكرانيا: موقف الاتحاد الأوروبي appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.

شاركها.