يشهد قطاع الرياضة في المملكة العربية السعودية تطوراً ملحوظاً، ويتجلى ذلك في استضافة المملكة لفعاليات عالمية المستوى. ومن أبرز هذه الفعاليات، بطولة “قفز السعودية” التي تستعد لاستقبال النسخة الخامسة من المنافسات. وتكتسب هذه البطولة أهمية كبيرة في تعزيز مكانة المملكة كمركز إقليمي ودولي لرياضات الفروسية، وتجذب مشاركة نخبة من الفرسان حول العالم.
تنطلق فعاليات النسخة الخامسة من بطولة “قفز السعودية” في الرياض خلال الفترة من 21 إلى 24 فبراير 2024. وتشهد البطولة مشاركة 116 فارسًا وفارسة من مختلف الدول، بعد أن سجلت النسخ السابقة أعدادًا متفاوتة؛ 121 في 2021، 114 في 2022، و 150 في 2023. ويعكس هذا التطور اهتمامًا متزايدًا بالبطولة من قبل المجتمع الدولي للفروسية.
“قفز السعودية” تعزز مكانة المملكة في عالم الفروسية
أكد الاتحاد السعودي للفروسية أن نجاح البطولة يعكس استراتيجيته في تطوير رياضة الفروسية وجذب الفعاليات الدولية. وقد تمكن الاتحاد، برئاسة صاحب السمو الأمير عبدالله بن فهد بن عبدالله، من ترسيخ مكانة المملكة كوجهة رئيسية للبطولات والمسابقات في هذا المجال. وتشير التقارير إلى أن هذه الاستضافة تساهم بشكل كبير في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 المتعلقة بتنويع مصادر الدخل وتعزيز قطاع السياحة الرياضية.
وتشهد البطولة في نسختها الحالية منافسة قوية، خاصة في فئتي النجمة الواحدة والأربع نجوم. ويشارك في هذه الفئات نخبة من الفرسان العالميين المصنفين ضمن قائمة الاتحاد الدولي للفروسية (FEI). ومن أبرز المشاركين الفارس الإيطالي إيمانويلي جاوديانو المصنف 47 عالمياً، ومواطنه إيمانويل كاميلي المصنف 49، بالإضافة إلى الفارس الألماني ديفيد ويل المصنف 101.
مشاركة الفرسان العالميين ودعم الاتحاد الدولي
إن تواجد فرسان من هذا المستوى في “قفز السعودية” يؤكد المستوى الرفيع للتنظيم والجاهزية الكاملة للملاعب والمرافق. بالإضافة إلى ذلك، فإن دعم الاتحاد الدولي للفروسية (FEI) للبطولة يساهم في تعزيز مكانتها الدولية. هذه الشراكة الناجحة تتيح للاتحاد السعودي للفروسية الاستفادة من الخبرات العالمية في تنظيم البطولات.
ولم يقتصر تأثير البطولة على الجانب الرياضي فحسب، بل امتد ليشمل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية. حيث تساهم استضافة البطولة في توفير فرص عمل جديدة، وتعزيز الحركة السياحية في الرياض، وتنمية الوعي بأهمية رياضة الفروسية في المجتمع. كما أنها تعزز من صورة المملكة كدولة قادرة على استضافة فعاليات عالمية كبرى.
يعتبر قطاع الفروسية من الروافد الهامة للرياضة السعودية، حيث يحظى بدعم كبير من القيادة الرشيدة. وتشير الإحصائيات إلى أن أعداد الممارسين لرياضة الفروسية في المملكة في تزايد مستمر، مما يعكس الاهتمام المتزايد بهذه الرياضة من قبل الشباب والمجتمع بشكل عام. و”قفز السعودية” تعتبر منصة مثالية لتطوير هذه الرياضة وإبرازها على الساحة الدولية.
بالإضافة إلى “قفز السعودية”، يستضيف الاتحاد السعودي للفروسية العديد من البطولات والمسابقات الأخرى على مدار العام. وتشمل هذه البطولات مسابقات قفز الحواجز، والفروسية التقليدية، وسباقات القدرة. يهدف الاتحاد من خلال هذه الاستضافات إلى تنويع الفعاليات الرياضية في المملكة، وتلبية احتياجات جميع شرائح المجتمع.
من الجدير بالذكر أن تنظيم “قفز السعودية” يتماشى مع الجهود المبذولة لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، والتي تهدف إلى بناء اقتصاد متنوع ومستدام، وتعزيز قطاع السياحة والترفيه، وتحسين جودة الحياة للمواطنين والمقيمين. وتعتبر رياضة الفروسية جزءًا هامًا من التراث والثقافة السعودية، وتسعى المملكة إلى الحفاظ على هذا التراث وتعزيزه.
تُعدّ رياضة الفروسية من الرياضات الأصيلة والمرتبطة بتاريخ وثقافة المملكة العربية السعودية. وبالنظر إلى التطورات المتسارعة التي يشهدها قطاع الرياضة في المملكة، يُتوقع أن تشهد “قفز السعودية” المزيد من التطور والازدهار في السنوات القادمة، وأن تُصبح واحدة من أهم البطولات الدولية في مجال الفروسية. ومع استمرار الاستثمار في البنية التحتية والتطوير التنظيمي، من المرجح أن تشهد البطولة زيادة في عدد المشاركين والمشاهدين على حد سواء.
من المنتظر أن يعلن الاتحاد السعودي للفروسية عن تفاصيل النسخة السادسة من البطولة في الأشهر القليلة القادمة. وستركز الجهود على مواصلة تطوير البطولة، وجذب المزيد من الفرسان العالميين، وتوفير تجربة ممتعة للمشاهدين والمشاركين على حد سواء. وستظل البطولة تحت المجهر لمتابعة مدى مساهمتها في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 ودعم قطاع الفروسية.






