وقّع صندوق قطر للتنمية اتفاقية تمويل بقيمة 6.95 مليون دولار أمريكي مع مستشفى القديس يوسف في القدس الشرقية، بالشراكة مع الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD)، بهدف دعم خطة تحويل المستشفى إلى مؤسسة طبية أكاديمية. تأتي هذه الخطوة كجزء من التزام قطر المستمر بتعزيز الرعاية الصحية في فلسطين، وتوسيع نطاق الخدمات الطبية المتخصصة المتاحة للمواطنين.
تهدف الاتفاقية، وفقًا لبيان صادر عن صندوق قطر للتنمية، إلى الارتقاء بجودة الخدمات الصحية المقدمة في القدس الشرقية، وتطوير برامج التدريب السريري في أحد أبرز المرافق الطبية الفلسطينية. ويشمل ذلك توفير أحدث التقنيات والمعدات الطبية، بالإضافة إلى دعم الكوادر الطبية لتقديم رعاية متميزة.
أثر التمويل على الخدمات الطبية في القدس
أوضح صندوق قطر للتنمية أن المشروع المتوقع سيساهم في تحسين الخدمات الصحية المقدمة لأكثر من 10,500 مستفيد سنويًا. سيتم تحقيق ذلك من خلال تعزيز البنية التعليمية للمستشفى، وتطوير مهارات الكفاءات الطبية العاملة فيه، وتمكين المستشفى من لعب دور محوري في تدريب الأطباء والممرضين الفلسطينيين.
وفي تصريح للجزيرة نت، قال عبد الرحمن عبد الرضا اللنجاوي، مدير إدارة العلاقات العامة والاتصال في صندوق قطر للتنمية، إن توقيع اتفاقية دعم تطوير مستشفى القديس يوسف يأتي على هامش منتدى الدوحة 2025، تجسيدًا لالتزام دولة قطر الراسخ بدعم القطاع الصحي الفلسطيني ومواجهة التحديات المتزايدة التي تواجهه.
وأضاف اللنجاوي أن قيمة التمويل المخصص للمشروع تتجاوز 6.5 مليون دولار أمريكي، وسيتم استخدامه لتحويل المستشفى إلى مؤسسة طبية أكاديمية متكاملة. يشمل ذلك تحديث البنية التحتية، وإنشاء وحدة متكاملة للتصوير بالرنين المغناطيسي، وتطوير غرف العمليات، ودعم إنشاء مرافق جديدة ضرورية، وذلك ضمن مبادرة تمويل مشتركة تشارك فيها الوكالة الفرنسية للتنمية والاتحاد الأوروبي وإدارة المستشفى.
تحسين جودة الرعاية الصحية
من المتوقع أن يؤدي المشروع إلى نقلة نوعية في جودة الرعاية الصحية المقدمة للفلسطينيين، من خلال توفير خدمات تشخيصية وعلاجية متقدمة. كما سيساهم في بناء كوادر طبية متخصصة قادرة على تلبية الاحتياجات الصحية المتزايدة للمجتمع الفلسطيني.
وشدد اللنجاوي على أن هذا التعاون يعكس رؤية صندوق قطر للتنمية في دعم المبادرات الإنسانية والتنموية المستدامة التي تعزز صمود المجتمعات وتضمن وصولًا عادلاً ومنصفًا إلى الرعاية الصحية. وأكد أن الصندوق سيواصل العمل مع شركائه الدوليين والمحليين لضمان تحقيق أثر إيجابي وطويل الأمد في القطاع الصحي الفلسطيني.
من جانبه، صرح جميل كوسا، المدير العام لمستشفى مار يوسف (الفرنسي) للجزيرة نت، بأن الاتفاقية مع صندوق قطر للتنمية تتضمن توسعة المستشفى. سيساهم الصندوق في بناء وتجهيز طابق من أصل خمسة طوابق سيستخدم كمواقف سيارات تتسع لحوالي 250 سيارة، بالإضافة إلى بناء وتجهيز طابق كامل من مبنى جديد يتكون من ستة طوابق.
وأشار كوسا إلى أن الصندوق سيتولى بناء وتجهيز طابق مخصص لفحوصات الرنين المغناطيسي (MRI)، بالإضافة إلى ترميم وتحديث قسم العمليات الجراحية الحالي في المستشفى. ويتوقع أن يرتفع عدد العاملين في المستشفى إلى حوالي 900 موظف بفضل التوسعة التي سيوفرها تمويل المشروع، مقارنة بـ 430 موظفًا يعملون فيه حاليًا.
وأكد مدير عام المستشفى أن هذا ليس أول دعم تقدمه قطر للمستشفى الفرنسي، حيث موّل الأمير تميم بن حمد آل ثاني الجزء الأكبر من تكاليف بناء قسمي الولادة والطوارئ في عام 2014. واليوم، تُفتح صفحة جديدة من التعاون المثمر من خلال صندوق قطر للتنمية.
ومن المتوقع أن تبدأ المرحلة الأولى من المشروع، التي تمولها قطر، في أبريل/نيسان المقبل. ويعتبر مستشفى القديس يوسف من أبرز المستشفيات العاملة في القدس الشرقية، وهو أحد ستة مؤسسات طبية فلسطينية أساسية تخدم المدينة. يقع المستشفى في حي الشيخ جراح، ويقدم خدماته لكافة سكان القدس، بالإضافة إلى المرضى القادمين من الضفة الغربية وقطاع غزة، مما يجعله ركيزة أساسية في منظومة الرعاية الصحية الفلسطينية.
تأتي هذه الاتفاقية في سياق الدعم الإنساني المستمر الذي تقدمه دولة قطر للشعب الفلسطيني، خاصةً في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها في الأراضي الفلسطينية. تسعى الدوحة إلى تعزيز الأمن الإنساني وتوفير الخدمات الأساسية للفئات الأكثر احتياجًا. وسبق لصندوق قطر للتنمية أن قدم مساعدات إنسانية متعددة، وذلك في إطار الجهود المستمرة لدعم الشعب الفلسطيني منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
منذ تأسيسه، قدم صندوق قطر للتنمية أكثر من 7 مليارات دولار لدعم مشاريع في أكثر من 100 دولة، مع التركيز على قطاعات التعليم والصحة والتمكين الاقتصادي والمساعدات الإنسانية. كما يولي الصندوق اهتمامًا خاصًا بأولويات مثل الأمن الغذائي والتكيف مع التغير المناخي والبنية التحتية المستدامة. من المنتظر متابعة تنفيذ هذا المشروع وتقييم أثره على المدى الطويل، مع الأخذ في الاعتبار التطورات السياسية والأمنية في المنطقة التي قد تؤثر على سير العمل.






