شن الجيش الإسرائيلي غارات جوية وقصفًا مدفعيًا على مناطق مختلفة من قطاع غزة فجر اليوم الثلاثاء، في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار القائم. وتأتي هذه التطورات وسط جهود دولية لتعزيز الهدنة وتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المتضررين. وتثير هذه الخروقات تساؤلات حول مستقبل عملية تحقيق الاستقرار في غزة، وهو الهدف الذي تسعى إليه إدارة ترامب.
وأفادت مصادر إخبارية بأن القصف تركز في محيط مدينة غزة، وخان يونس، ورفح، مع تقارير عن إطلاق نار كثيف من الدبابات. ولم يصدر تعليق رسمي فوري من الجيش الإسرائيلي حول هذه العمليات، لكنها تأتي بعد أيام من تولي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهامها، والتي تعهدت بإعطاء الأولوية للسلام في الشرق الأوسط.
قوة الاستقرار في غزة: رؤية ترامب والجهود الدولية
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن 59 دولة أبدت استعدادها للمشاركة في قوة دولية لتحقيق الاستقرار في قطاع غزة. وأكد ترامب في خطاب له أن هذه القوة تعمل بالفعل على الأرض، وأن المزيد من الدول ستنضم إليها قريبًا. وتهدف هذه القوة، بحسب الإدارة الأمريكية، إلى منع عودة العنف وتسهيل جهود إعادة الإعمار.
وتأتي هذه المبادرة في ظل حالة من الفوضى وعدم اليقين في غزة، بعد سنوات من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وتشير التقديرات إلى أن قطاع غزة يحتاج إلى مليارات الدولارات لإعادة بنائه، وأن تحقيق الاستقرار يتطلب معالجة الأسباب الجذرية للصراع، بما في ذلك الوضع الاقتصادي والاجتماعي للسكان.
الخروقات الأخيرة وتأثيرها على الهدنة
منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، وثقت جهات مراقبة العديد من الخروقات من قبل إسرائيل، بما في ذلك القصف وإطلاق النار وعمليات النسف. وقد أسفرت هذه الخروقات عن استشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين، مما يهدد بتقويض الهدنة الهشة. وتعتبر هذه الخروقات انتهاكًا للاتفاقات الدولية، وتثير مخاوف بشأن التزام إسرائيل بمسار السلام.
وتشير تقارير إلى أن إسرائيل تبرر هذه العمليات بأنها تستهدف عناصر متطرفة تسعى إلى تقويض الاستقرار. ومع ذلك، يرى مراقبون أن هذه العمليات قد تؤدي إلى تصعيد العنف وتعميق الأزمة الإنسانية في غزة. وتدعو الأمم المتحدة إلى تحقيق فوري في هذه الخروقات، ومحاسبة المسؤولين عنها.
ردود الفعل الدولية والمواقف المتضاربة
تباينت ردود الفعل الدولية على الخروقات الأخيرة لاتفاق وقف إطلاق النار. فقد أعربت بعض الدول عن قلقها العميق، ودعت إلى الوقف الفوري للعنف. في المقابل، دعت دول أخرى إلى ضبط النفس، وتفهم الإجراءات الإسرائيلية. وتعكس هذه المواقف المتضاربة الانقسامات العميقة في المجتمع الدولي حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وفي سياق متصل، صرح الرئيس ترامب بأنه سيتم دراسة ما إذا كان استهداف القيادي في كتائب القسام رائد سعد يمثل خرقًا لوقف إطلاق النار. وأضاف أن الولايات المتحدة تولي اهتمامًا كبيرًا لضمان التزام جميع الأطراف بالاتفاق. كما أكد أن حماس تعهدت بنزع سلاحها، وأن واشنطن ستراقب تنفيذ هذا الالتزام.
في الختام، يبقى مستقبل الاستقرار في غزة معلقًا على التزام جميع الأطراف بوقف إطلاق النار، وتنفيذ التعهدات الدولية، ومعالجة الأسباب الجذرية للصراع. ومن المتوقع أن تشهد الأيام القادمة مزيدًا من الجهود الدبلوماسية لتعزيز الهدنة وتأمين وصول المساعدات الإنسانية. ومع ذلك، لا يزال الوضع هشًا، وهناك خطر حقيقي من تجدد العنف.






