تترقب الأسواق العالمية اليوم قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (المركزي الأمريكي) بشأن أسعار الفائدة، في أول اجتماع له خلال 2025، وتحت الولاية الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ووفقا لبيانات وتحليلات فإن من المتوقع أن يتوقف الفيدرالي الأمريكي اليوم “مؤقتا” عن خفض أسعار الفائدة، في الوقت الذي يتطلع فيه صناع السياسات إلى مواصلة علاج التضخم.

توقعات أسعار الفائدة

يتوقع المحللون إبقاء أسعار الفائدة عند مستواها الحالي ما بين 4.25% و4.50%، وسط محاولات لتوصيل نهج الاعتماد على البيانات بشأن التخفيضات المستقبلية لتجنب ما أشار إليه محللون بـ”إثارة غضب ترامب”.
ومن المقرر أن يعقد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول مؤتمرا صحفيا عقب قرار البنك المركزي بشأن الفائدة.
ووفقا للمحلليين فإن مع ترجيح بدء خفض جديد بحلول مارس أو مايو 2025 إذا استمر تباطؤ التضخم. لا تزال بيانات التوظيف ونمو الاقتصاد الأمريكي تلعب دورًا رئيسيًا في توجيه قرارات الفيدرالي خلال الفترة المقبلة.

3 تخفيضات

وشهد العام الماضي 3 تخفيضات متتالية لأسعار الفائدة، إذ بدأ الفيدرالي في يونيو 2024 أول خفض بمقدار 25 نقطة أساس بعد استقرار التضخم قرب مستهدف 2%، ثم توالت التخفيضات في سبتمبر وديسمبر لتخفيف القيود النقدية على الاقتصاد.
وجاءت تلك التحركات بعد دورة تشديد استمرت منذ 2022، حيث رفع الفيدرالي الفائدة بشكل حاد لكبح التضخم الذي بلغ ذروته عند 9.1% في 2022.

جيروم باول

وستترقب الأسواق إشارات جيروم باول، رئيس الفيدرالي، حول مستقبل السياسة النقدية، إذ أن أي تلميحات إلى خفض قريب قد تدفع الأسهم للارتفاع، بينما الإبقاء على نهج “الانتظار والترقب” قد يؤدي إلى استقرار عوائد السندات واستمرار قوة الدولار.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد انتقد سياسة الفيدرالي خلال ولايته الأولى (2017-2021)، إذ هاجم ترامب، جيروم باول مرارًا بسبب رفع الفائدة، حتى أنه وصف الفيدرالي بأنه “أكبر تهديد للاقتصاد الأمريكي”.

دونالد ترامب

ومع عودته إلى البيت الأبيض، تتجه الأنظار إلى ما إذا كان ترامب سيحاول مجددًا الضغط على الفيدرالي لخفض الفائدة بوتيرة أسرع لدعم النمو الاقتصادي، خاصة مع تعهده في حملته الانتخابية بإطلاق “ثورة اقتصادية جديدة”.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب- أ ف ب

ورغم أن الفيدرالي يتمتع باستقلالية رسمية، إلا أن الأسواق تتوقع أن تؤثر سياسات ترامب الاقتصادية على توجهاته النقدية، إذ يركز الرئيس الجديد على تحفيز النمو عبر خفض الضرائب، وزيادة الإنفاق على البنية التحتية، وتخفيف القيود التنظيمية، وهي عوامل قد تدفع الفيدرالي إلى التريث في خفض الفائدة إذا أدت إلى ارتفاع التضخم أو تسارع النمو بشكل غير متوقع.

انتصار مبكر

وفي حال قرر الفيدرالي الإبقاء على الفائدة كما هي اليوم، فمن غير المستبعد أن يعلق ترامب عبر منصته “تروث سوشيال” أو في مؤتمر صحفي، ربما منتقدًا القرار وداعيًا إلى تحركات أسرع لدعم الاقتصاد. لكن إذا لمح جيروم باول إلى إمكانية خفض الفائدة قريبًا، فقد يعتبر ترامب ذلك انتصارًا مبكرًا لسياسته الاقتصادية.
ويعد اجتماع اليوم اختبارًا مبكرًا للعلاقة بين الفيدرالي وإدارة ترامب الجديدة، وسيكون مراقبو الأسواق في انتظار أي إشارات حول مدى تأثير عودة ترامب على السياسة النقدية، وما إذا كان الفيدرالي سيقاوم الضغوط السياسية للحفاظ على استراتيجيته المستقلة.
وفي حال أشار الفيدرالي إلى إبقاء الفائدة مرتفعة لفترة أطول، فقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع الدولار وضغط على أسواق الأسهم، خاصة في الأسواق الناشئة التي تعتمد على تدفقات رؤوس الأموال. والعكس صحيح، إذا لمح الفيدرالي إلى خفض الفائدة قريبًا، فقد يدعم ذلك أسواق الأسهم ويضغط على الدولار.

حذر الفيدرالي

وعلى الرغم أن التضخم تراجع في 2024، إلا أن الأسعار لا تزال أعلى من مستويات ما قبل الجائحة، وهو ما يدفع الفيدرالي إلى الحذر قبل خفض الفائدة.
وستكون تصريحات جيروم باول اليوم حاسمة في تحديد توقعات السوق لعدد التخفيضات المحتملة خلال 2025، خاصة أن الأسواق كانت تتوقع 3-4 تخفيضات، لكن البيانات الأخيرة قد تدفع الفيدرالي لإعادة التفكير.

شاركها.