قد يواجه المسافرون إلى الولايات المتحدة قريبًا تدقيقًا رقميًا أكثر صرامة، حيث اقترحت هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية (CBP) قواعد جديدة تتطلب من المتقدمين للحصول على تصريح السفر الإلكتروني (ESTA) تقديم معلومات مفصلة عن وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم. هذا التغيير المحتمل يأتي في وقت تشهد فيه سياسات السفر الأمريكية تعديلات كبيرة، مما يثير قلق المسافرين الدوليين.
نشرت الهيئة الاقتراح في السجل الفيدرالي هذا الأسبوع، ويشمل جمع بيانات حول نشاط وسائل التواصل الاجتماعي على مدار السنوات الخمس الماضية، بالإضافة إلى عناوين البريد الإلكتروني وأرقام الهواتف المستخدمة خلال نفس الفترة، وأسماء وتواريخ ميلاد أفراد العائلة المقربين. ويأتي هذا الإجراء في سياق جهود متزايدة لتعزيز الأمن القومي، وفقًا لتصريحات من الهيئة.
ما هي تفاصيل اقتراح تدقيق وسائل التواصل الاجتماعي؟
تتجاوز مسودة القاعدة مجرد جمع روابط لملفات تعريف وسائل التواصل الاجتماعي. وتشير إلى إمكانية طلب صور شخصية (selfies) من المتقدمين، بالإضافة إلى استكشاف صلاحية جمع القياسات الحيوية الإضافية مثل الحمض النووي وفحص قزحية العين. هذه الإجراءات، إذا تم تنفيذها، ستمثل تحولًا كبيرًا في عملية فحص المسافرين.
تعتبر هذه الخطوة بمثابة تصعيد في التدقيق الرقمي الذي بدأته الولايات المتحدة بالفعل. ففي وقت سابق من هذا العام، بدأت وزارة الخارجية في مراجعة نشاط وسائل التواصل الاجتماعي للمتقدمين للحصول على تأشيرات H-1B، وهي تأشيرات عمل للمهن المتخصصة.
تأثير التغييرات على المسافرين
أفاد العديد من المسافرين الدوليين بأنهم واجهوا صعوبات في الدخول إلى الولايات المتحدة بسبب منشوراتهم على الإنترنت التي اعتبرت انتقادية للإدارة الأمريكية السابقة أو لشخصيات سياسية بارزة. وتشمل هذه الحالات تقارير عن سياح ألمان وعالم تم منعهم من الدخول بعد فحص هواتفهم على الحدود.
يأتي هذا الاقتراح أيضًا في ظل استعدادات مكثفة لاستضافة الولايات المتحدة لكأس العالم لكرة القدم 2026، والذي من المتوقع أن يجذب ملايين المشجعين الدوليين. قد تؤدي هذه الإجراءات الجديدة إلى تأخيرات إضافية وتعقيدات للمسافرين الذين يحاولون دخول البلاد.
تشديد إجراءات التأشيرة وتأثيرها على العمال والطلاب
بالتوازي مع قواعد ESTA الجديدة، تشهد الولايات المتحدة تشديدًا في متطلبات الحصول على تأشيرات H-1B. اعتبارًا من 15 ديسمبر، سيخضع جميع المتقدمين للحصول على هذه التأشيرة وعائلاتهم لتدقيق في نشاطهم عبر الإنترنت، وهي عملية كانت مطبقة بالفعل على الطلاب وتبادل الزوار.
تطلب وزارة الخارجية من المتقدمين جعل حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي علنية لتسهيل عملية الفحص. وتؤكد الوزارة أن الحصول على تأشيرة أمريكية هو “امتياز وليس حقًا”، مما يعكس موقفًا أكثر صرامة تجاه دخول الأجانب.
بالإضافة إلى ذلك، أعلنت الإدارة عن خطط لتوسيع نطاق حظر السفر ليشمل مواطني 30 دولة أخرى. لم يتم الكشف بعد عن قائمة الدول التي سيتم إضافتها إلى القائمة الحالية، والتي تضم بالفعل 19 دولة، بما في ذلك أفغانستان والصومال وإيران وهايتي.
تأثيرات أوسع على السياحة
تأتي هذه التغييرات في سياسات السفر في وقت تواجه فيه صناعة السياحة الأمريكية تحديات أخرى، بما في ذلك ارتفاع التكاليف. فقد بدأت بعض المتنزهات الوطنية الأمريكية في تطبيق نظام تسعير “أمريكا أولاً”، والذي يفرض رسوم دخول أعلى على السياح الأجانب.
وقد انتقدت بعض المجموعات السياحية هذا القرار، معتبرة إياه غير مرحب به في وقت لا تزال فيه أعداد الزوار أقل من مستويات ما قبل جائحة كوفيد-19. وصرح مارك هاوزر، صاحب فندق بالقرب من متنزه جلاسير الوطني في مونتانا، أن هذه الرسوم الجديدة “ستضر بالشركات المحلية التي تلبي احتياجات المسافرين الأجانب”.
من المتوقع أن تخضع هذه القواعد الجديدة، بما في ذلك اقتراح ESTA وقواعد التأشيرة المنقحة، لعمليات مراجعة إضافية في الأسابيع المقبلة. ستنظر هيئة الجمارك وحماية الحدود في التعليقات العامة على اقتراح ESTA قبل إصدار النسخة النهائية من القاعدة. يبقى من غير الواضح إلى أي مدى سيتم تطبيق هذه الإجراءات الجديدة، وما إذا كانت ستؤدي إلى مزيد من القيود على السفر إلى الولايات المتحدة.






