|

دعا كبار رجال الدين المسيحي ودبلوماسيون إلى محاسبة المستوطنين الإسرائيليين خلال زيارة لبلدة الطيبة ذات الأغلبية المسيحية في الضفة الغربية المحتلة، وذلك بعد تصاعد هجمات المستوطنين على المنطقة في الأسابيع الأخيرة.

وشاركت في الزيارة وفود من أكثر من 20 دولة، بما فيها المملكة المتحدة وروسيا والصين واليابان والأردن والاتحاد الأوروبي، وزار أعضاء الوفود البلدة أمس الاثنين.

وفي كلمة ألقاها في الطيبة أدان البطريرك الأرثوذكسي ثيوفيلوس الثالث والبطريرك اللاتيني بييرباتيستا بيتسابالا حادثة الأسبوع الماضي حين أشعل مستوطنون النار قرب الكنيسة المحلية، مؤكدين أن السلطات الإسرائيلية لم تستجب لنداءات الطوارئ من الفلسطينيين.

وفي بيان منفصل، طالب رؤساء الكنائس والبطريركيات في القدس بإجراء تحقيق في الحادث ومحاسبة المستوطنين، محملين السلطات الإسرائيلية المسؤولية عن “تسهيل وجودهم في محيط الطيبة”.

مستوطنون يهاجمون مركبات الفلسطينيين بالضفة الغربية (الصحافة الفلسطينية)

وذكر الزعماء الدينيون أن المستوطنين جلبوا ماشيتهم لترعى في أراضي الفلسطينيين، وأضرموا النيران في منازل عدة الشهر الماضي، ورفعوا لافتة كتب عليها “لا مستقبل لكم هنا”.

وقالت مراسلة الجزيرة ندى إبراهيم إن رجال الدين وصفوا هذه الهجمات بأنها “منهجية وموجهة ضد المسيحيين”، مضيفة “يعيش نحو 50 ألف مسيحي في الضفة الغربية المحتلة، وهم أقلية صغيرة ولكنها متماسكة”، مشيرة إلى أنهم يشعرون بأنهم مستهدفون، ليس فقط لكونهم مسيحيين، بل لأنهم فلسطينيون أيضا.

وتابعت “تسعى الكنيسة منذ سنوات إلى تعزيز صمود المجتمع المسيحي في فلسطين، ونحن نشهد كيف يقوم المستوطنون الإسرائيليون بدفعهم خارج أراضيهم ومنازلهم”.

ويقوم المستوطنون -وغالبا ما يكونون مسلحين- بشن هجمات بدعم من الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين وأراضيهم وممتلكاتهم، وقد وثّقت منظمات حقوقية عدة تكرار الاعتداءات، بما في ذلك إحراق المنازل والمركبات.

وازدادت هذه الهجمات حجما وشراسة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتشمل أيضا توغلات واسعة للجيش الإسرائيلي في مدن وبلدات الضفة الغربية أدت إلى مقتل المئات من الفلسطينيين وتهجير عشرات الآلاف.

واعتبر بيتسابالا -وهو أبرز رجل دين كاثوليكي في القدس- أن الضفة الغربية باتت منطقة بلا قانون، وقال “القانون الوحيد هناك هو قانون القوة، وليس القانون المدني، علينا أن نعمل لإعادة القانون إلى هذه المنطقة حتى يتمكن الجميع من الاحتكام إليه لنيل حقوقهم”.

وقد صلى برفقة ثيوفيلوس في كنيسة القديس جورج -التي يعود تاريخها إلى قرون- بجوار الموقع الذي أضرم فيه المستوطنون النار.

في جنوب الضفة الغربية فلسطينيون يتمسّكون بالبقاء رغم العنف وهدم منازلهم ينحني الفلسطيني هيئم دبابسة لجمع أكوام حجارة منزله الذي هدمته جرافات الجيش الإسرائيلي في قريته خلة الضبع في مسافر يطا في جنوب الضفة الغربية المحتلة، ليفسح المجال أمام إقامة خيمة تأويه.
في جنوب الضفة الغربية فلسطينيون يتمسكون بالبقاء رغم العنف وهدم منازلهم (الفرنسية)

وجاءت هذه الزيارة وسط تقارير فلسطينية تفيد بحدوث موجة جديدة من عنف المستوطنين، ففي أمس الاثنين شن مستوطنون وجنود إسرائيليون هجمات عدة في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية، منها في بيت لحم، حيث قلع مستوطنون مئات أشجار الزيتون في قرية المنية جنوب شرقي المدينة، كما هدمت السلطات الإسرائيلية مبنى سكنيا من 4 طوابق.

وقال رئيس مجلس قرية المنية زايد قوازبة لوكالة وفا إن مجموعة من المستوطنين اقتحموا منطقة القرن وسط القرية ونصبوا 4 خيام واقتلعوا نحو 1500 شتلة زيتون تعود إلى عائلات من عشيرتي المطور وجبارين.

**داخلية** جنود الاحتلال يكثفون من مداهمة بلدات وقرى الضفة الغربية
جنود الاحتلال يكثفون مداهمة بلدات وقرى الضفة الغربية (مواقع التواصل الاجتماعي)

وأول أمس الأحد، شارك المئات في جنازة شابين في قرية المزرعة الشرقية جنوب الطيبة بعد استشهادهما في هجوم شنه مستوطنون يوم الجمعة الماضي.

ويعيش في الضفة الغربية المحتلة أكثر من 3 ملايين فلسطيني تحت حكم عسكري إسرائيلي صارم، في ظل إدارة السلطة الفلسطينية مناطق محدودة تفصل بينها حواجز عسكرية إسرائيلية عدة.

وقد بنت إسرائيل حتى الآن أكثر من 100 مستوطنة في الضفة الغربية يقطنها نحو 500 ألف مستوطن يعيشون بصورة غير قانونية على أراضٍ فلسطينية خاصة.

شاركها.