أكد مختصون أن العلاج الطبيعي يُعد من التخصصات الطبية الحيوية التي شهدت تطورًا كبيرًا بفضل التقدم التكنولوجي والبحث العلمي.
وأشاروا إلى أنه يعتمد على تقنيات حديثة مثل العلاج بالحركة، الليزر، والموجات فوق الصوتية، التي تهدف إلى تحسين وظائف الجسم وتقليل الألم والالتهابات.
وأوضحوا في حديثهم لـ “اليوم” بمناسبة اليوم العالمي للعلاج الطبيعي، بأنه رغم فعالية العلاج الطبيعي في تحسين الأداء الجسدي وتسريع عملية الشفاء، لكن قلة الوعي المجتمعي بأهميته كبديل للعلاج الجراحي تشكل تحديًا كبيرًا.

تحسين مرونة العضلات

أكد رئيس قسم التأهيل الطبي بمجمع الملك عبدالله الطبي سابقاً يوسف عارف الغامدي، أن العلاج الطبيعي لا يقتصر على إعادة تأهيل الإصابات الناجمة عن الحوادث أو العمليات الجراحية، بل يشمل أيضًا تعزيز قدرات الجسم على التكيف مع الحالات المزمنة مثل التهاب المفاصل وأمراض القلب والسكتات الدماغية.

يوسف عارف

وأوضح الغامدي: “من خلال التدخلات العلاجية الموجهة، يمكن تحسين مرونة العضلات، وقوة المفاصل، وتقليل الألم، مما يتيح للمرضى العودة إلى أنشطتهم اليومية بسرعة وأمان“.
وأضاف: “العلاج الطبيعي يساهم أيضًا في تحسين وظائف الجهاز التنفسي من خلال تقنيات التنفس والتمارين التي تعزز اللياقة البدنية العامة، مما يجعله مناسبًا لكافة الأعمار، من الأطفال إلى كبار السن”.

العلاج الطبيعي بالسعودية

وأشار الغامدي إلى أنه مع تزايد الوعي بأهمية العلاج الطبيعي في المملكة، تتجه الحكومة والمؤسسات الصحية نحو تعزيز هذا التخصص من خلال برامج تدريبية وتأهيلية متقدمة.
وقال إن وزارة الصحة أعلنت عن خطط لتوسيع عدد مراكز التأهيل والعلاج الطبيعي في مختلف مناطق المملكة، بهدف توفير الرعاية الشاملة ومحاكاة التجارب المتقدمة في الدول الرائدة.
ولفت إلى أن مجمع الملك عبدالله الطبي يقدم من خلال قسم التأهيل الطبي، وحدات متخصصة في التأهيل الطبي والعلاج الطبيعي والعوق السمعي والعلاج الوظيفي، إذ يتميز بخدماته الاحترافية التي تسهم في تقديم رعاية شاملة ومتميزة.

التمارين العلاجية المتقدمة

أوضح أخصائي علاج طبيعي بندر عيسى الصيني، أنه مع تطور الأبحاث الطبية وتقدم التكنولوجيا، أصبحت تقنيات العلاج الطبيعي أكثر فعالية ودقة، إذ تُستخدم تقنيات حديثة مثل العلاج بالحركة والتمارين العلاجية المتقدمة التي تُسهم في تحسين وظائف الجهازين العصبي والعضلي.

227

بندر عيسى الصيني

وأضاف أن العلاج الطبيعي يعتمد الآن بشكل كبير على فهم وتحليل حركة جسم الإنسان من خلال الفحص السريري الدقيق والمفصل، واستخدام تقنيات العلاج اليدوي، الليزر، الموجات فوق الصوتية، والعلاج الكهربائي، وهي تقنيات تُساعد في تعزيز الشفاء السريع وتقليل الألم والالتهابات في مناطق معينة من الجسم، وتهيئة وتحسين القوة العضلية بعد تحديد الخلل الميكانيكي من خلال برامج تمارين علاجيه محدده لكل مريض.
وأشار إلى أن أحد أكبر التحديات التي تواجه مجال العلاج الطبيعي هو قلة الوعي المجتمعي بأهميته كخيار علاجي أساسي.

استراتيجيات الصحة العامة

ونوه الصيني إلى أن العديد من الأشخاص يتوجهون إلى الحلول الجراحية دون التفكير في العلاج الطبيعي كخيار أول الذي قد يكون أكثر فعالية وأقل تكلفة، خاصة في المراحل المبكرة من الإصابة.
وأكد على ضرورة تضمين التوعية بأهمية العلاج الطبيعي في استراتيجيات الصحة العامة، إذ أن التدخل المبكر يمكن أن يقلل من الحاجة إلى العلاجات الجراحية المعقدة، ويعزز فرص الشفاء الكامل للمريض.
كما أوضح أن العديد من الحالات المزمنة مثل آلام الظهر والرقبة، التهاب المفاصل المرتبطة بالعادات الخاطئة التي تؤدي الى خلل في الميكانيكية العضلية العظمية للجسد، كالجلوس والوقوف لمدة طويلة على نفس النمط وبطريقة غير متزنة قد تؤدي إلى تفاقم المشكلة واختلال توازن الجسد الطبيعي، وبعض الحالات العصبية مثل التصلب اللويحي، يمكن التعامل معها بشكل فعال عبر العلاج الطبيعي، مما يقلل من الضغط على النظام الصحي العام.

العلاج الطبيعي له أهمية كبيرة لصحة الجسم- مشاع إبداعي

إصابات العمود الفقري

وأضاف الصيني أن التحديات التي يواجهها العلاج الطبيعي تشمل نقص في توظيف الكوادر المؤهلة والوعي العام بأهمية هذا التخصص.
وأكد أن تزايد الطلب على خدمات العلاج الطبيعي يتطلب تكثيف الجهود لتوفير المزيد من المختصين، بالإضافة إلى رفع مستوى التدريب والتعليم في الجامعات والكليات المعنية.
وأشار إلى أن العلاج الطبيعي له تأثير إيجابي كبير على الصحة النفسية للمرضى، وخاصة أولئك الذين يعانون من حالات طويلة الأمد مثل الشلل الدماغي أو إصابات العمود الفقري.

شاركها.