أكد مختصون أن السياحة تُعد من القطاعات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية الرئيسية التي تسهم في تعزيز التواصل بين الشعوب وتوفير فرص عمل متنوعة.
وأوضحوا في حديثهم لـ”اليوم” بمناسبة اليوم العالمي للسياحة، أن الاحتفاء بهذه المناسبة يمثل فرصة للتأكيد على أهمية التعاون الدولي لتعزيز السياحة المسؤولة والمستدامة، وحماية التراث الطبيعي والثقافي.
وأشاروا إلى أن هذا اليوم يُعتبر دعوة للاحتفاء بالتنوع الثقافي والتجارب الفريدة التي تقدمها مختلف الوجهات السياحية حول العالم، ما يسهم في بناء عالم أكثر تفاهمًا وترابطًا.

تطور السياحة السعودية

أكد الناشط السياحي الدولي وعضو مجلس إدارة منظمة الأعضاء بمنظمة السياحة العالمية سابقاً، سعيد علي عسيري، أن التطورات الأخيرة في القطاع السياحي السعودي تعكس جهوداً كبيرة لتطوير البنية التحتية وتعزيز تجارب السياح.
وأكد أن المملكة قد وضعت قطاع السياحة على مسار بالغ الأهمية ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030، والتي تحققت قبل موعدها بفضل الله، ما يجعل مدن المملكة تمتلك مقومات سياحية متكاملة تشمل المواقع التاريخية والثقافية، وسياحة الأعمال، والعلاج، إضافة إلى المشاريع الترفيهية العملاقة مثل مشروع البحر الأحمر ونيوم، والوجهات الأخرى مثل العلا، مما يعزز مكانتها كوجهات جذب عالمية.
وأشار عسيري، إلى أن المملكة العربية السعودية تسعى لاستقطاب أكثر من 150 مليون زائر سنويًا بحلول عام 2030، من خلال تقديم تسهيلات متعددة تشمل التأشيرات السياحية الإلكترونية، وتطوير البنية التحتية الحديثة، وتوفير خدمات متطورة تسهم في تعزيز التجربة السياحية للزوار.

سعيد عسيري

سعيد عسيري

وأضاف: “نجحت المملكة في الجمع بين الحفاظ على الهوية والتراث الطبيعي والثقافي وبين التطور الحديث، ويُعد مشروع الدرعية التاريخية نموذجاً حياً على هذا التوجه، حيث يتم الحفاظ على تراث المملكة العريق وتقديمه للعالم بأحدث الأساليب، ما يسهم في الترويج الواقعي لصورة المملكة كوجهة سياحية عالمية تجمع بين الأصالة والحداثة وتقدم تجربة سياحية متميزة وفريدة من نوعها”.
كما شدد عسيري، على أهمية السياحة المستدامة في الحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية والقيم الاجتماعية، موضحاً أن “السياحة المستدامة تعتمد على الاستخدام المسؤول للموارد، وتجنب التأثيرات السلبية على البيئة والمجتمع المحلي، والتمسك بالثوابت والقيم كميزة تُعزز من جاذبية المملكة كوجهة سياحية”.
وأكد أن المملكة تسعى لتحقيق هذا الهدف من خلال مشاريعها السياحية الطموحة التي تتبنى أعلى معايير الاستدامة البيئية والثقافية.

في يومها العالمي.. مختصون: السياحة تعزز التواصل وتوفر فرص عمل متنوعة

وجهة سياحية بارزة

وأوضحت الدكتورة الهنوف المفلح، أستاذ مساعد بكلية السياحة والآثار ووكيلة قسم الآثار بجامعة الملك سعود، أن المملكة العربية السعودية شهدت تطوراً ملحوظاً في تعزيز قطاع السياحة بمختلف أنواعه، وذلك بفضل الرؤية الطموحة التي تركز على تحقيق نمو سياحي متسارع واستثمارات مستدامة.
وأشارت إلى أن المملكة باتت اليوم وجهة سياحية بارزة على مستوى العالم، خاصة في ظل ما تتمتع به من موارد متنوعة تدعم صناعة سياحية متميزة.
وضربت المثل بتنظيم فعاليات ومهرجانات متنوعة، كمهرجان “شتاء طنطورة” في العلا، الذي يُعَدُّ واحدًا من أبرز الفعاليات التي تجمع بين الثقافة والفن والتاريخ في مكان واحد، مما يعزز جاذبية المملكة كوجهة سياحية فريدة.

د. الهنوف المفلح

د. الهنوف المفلح

وأوضحت المفلح أن هذه الفعاليات لا تسهم فقط في جذب السياح، بل تساهم أيضًا في إبراز الهوية الثقافية للمملكة ونقلها للعالم.
وأضافت: “إن السياحة الثقافية تُعَدُّ ركيزة أساسية لتطوير القطاع السياحي في المملكة، إذ تمتلك المملكة تراثاً وآثاراً غنية تستحق الاستثمار فيها، مع تزايد اهتمام السياح الدوليين بالتعرف على الحضارات المختلفة وتجربة الثقافات المتنوعة، ومن هنا تأتي أهمية تعزيز التوعية بقيمة التراث والآثار الوطنية واستثمارها في الخطط السياحية”.
وأكدت المفلح، أن المملكة تسعى جاهدة لتعزيز مكانتها على خريطة السياحة العالمية بمختلف أنواعها، مثل السياحة العلاجية، والرياضية، والطبيعية، وسياحة الفعاليات والمؤتمرات.
وأشارت إلى أن مدن المملكة مثل الرياض وجدة تشهد تنظيم العديد من الفعاليات الرياضية العالمية، كسباق الفورمولا 1 وبطولات التنس الدولية، مضيفة: “إن السياحة الرياضية أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الخطة السياحية للمملكة، حيث تسهم في جذب آلاف الزوار من مختلف أنحاء العالم، وتعزز من سمعة المملكة كوجهة رائدة في هذا المجال”.
واختتمت المفلح حديثها بالتأكيد على أن المملكة العربية السعودية تقف على أعتاب مرحلة جديدة من النمو السياحي المستدام، وتتجه نحو مستقبل واعد يعزز مكانتها كواحدة من أبرز الوجهات السياحية في العالم، مع الحفاظ على تراثها الغني وتقديم تجربة سياحية متميزة تجمع بين الأصالة والحداثة، مما يجعلها وجهة مفضلة للسياح من جميع أنحاء العالم.

شاركها.