قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن سيدُنا رسولُ الله، كان طاقةَ حبٍّ لا نهائية، تسري في كل شيء حتى الجماد.
وتابع علي جمعة، في روايته لقصة حنين الجذع: فقد كان يقوم النبي يوم الجمعة فيسند ظهره إلى جذعٍ منصوبٍ في المسجد فيخطب، فجاء رجلٌ رومي فقال: ألا نصنع لك شيئًا، تقعد وكأنك قائم؟ فصنع له منبرًا له درجتان، ويقعد على الثالثة – والمنبر الذي في المدينة الآن مكان ذلك المنبر الشريف – وكان النبي يخطب إلى جذع، فلما صُنع له المنبر وتحول إليه، حنَّ الجذع، فأتاه رسول الله فاحتضنه فسكن، وقال: «لو لم أحتضنه لحنَّ إلى يوم القيامة» – حزنًا على فراق سيدنا رسول الله –، فأمر به رسول الله فدُفن، يعني الجذع.
وقد حنَّ الجذع حنينًا سمعه مَن في المسجد، والنبي وصفه ربُّه بقوله: **{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ؛ للجن والإنس والجماد والحيوان. وهو الذي قال: «إنما أنا رحمةٌ مهداة»، وقال: «الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء».].
وتابع: فنزل النبي بقدره الجليل، واحتضن الجذع حتى سكن، وهو يقول – والصحابة تسمع –: «أفعل إن شاء الله، أفعل إن شاء الله». وقال: «والله لو لم أحتضنه لبقي في حنينه إلى يوم القيامة». ثم دُفن الجذع، وسأله الناس: تفعل ماذا يا رسول الله؟ قال: «سألني أن يكون رفيقي في الجنة، فقلت: أفعل إن شاء الله»، أي أنه يدعو ربه سبحانه وتعالى، ملك الملوك، أن يصاحبه هذا الجذع في الجنة.
وكان الحسن البصري رحمه الله إذا حدث بحديث الجذع يقول: *يا معشر المسلمين، الخشبة تحن إلى رسول الله شوقًا إلى لقائه، فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه*.