يجري إنتاج فيلم سيرة ذاتية عن الرئيس البرازيلي السابق المسجون، جايير بولسونارو، وهو ما أكده ابنه كارلوس. الفيلم، الذي يحمل عنوان “Dark Horse”، يركز على حملة بولسونارو الناجحة للرئاسة عام 2018، ويستعرض رؤية بطولية لشخصيته المثيرة للجدل. ويشارك في بطولة الفيلم الممثل الأمريكي جيم كافيزيل، المعروف بدوره في فيلم “Passion of the Christ”.

فيلم “بولسونارو” يثير الجدل ويشعل المنافسة السياسية

أعلن كارلوس بولسونارو، في منشور على منصة X، عن تقديره للممثل جيم كافيزيل، واصفًا إياه بشخصية سيتذكرها التاريخ باحترام من قبل “الأشخاص الطيبين” وسيغار بها من قبل “أولئك الذين يسعون إلى التدمير”. يأتي هذا الإعلان بعد دخول شقيقه، فلافيو بولسونارو، السباق الرئاسي لعام 2026. ويعتبر اختيار كافيزيل، المعروف بآرائه اليمينية المتطرفة وارتباطه بنظريات المؤامرة في الولايات المتحدة، مثيرًا للجدل.

تفاصيل إنتاج الفيلم وتوقيته

الفيلم من إخراج سايروس نووراستيه وكتابة ماريو فرياس، الذي شغل منصب وزير الثقافة في عهد بولسونارو. ومن المتوقع أن يستمر الإنتاج حتى عام 2026، مع تصوير مشاهد في كل من البرازيل والمكسيك. ويقدم الفيلم، وفقًا لصحيفة The Guardian، صورة إيجابية لبولسونارو، مما يثير تساؤلات حول مدى موضوعيته.

يجري إنتاج هذا الفيلم في وقت حرج بالنسبة لبولسونارو، الذي يقضي حاليًا عقوبة السجن لمدة 27 عامًا بتهمة محاولة قلب نتائج انتخابات عام 2022. وقد اتُهم بولسونارو بتدبير مؤامرة لإبطال فوز الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، مما أدى إلى سجنه في سبتمبر الماضي. بالإضافة إلى ذلك، صدر حكم يمنعه من الترشح للمناصب العامة حتى عام 2030، مما قد ينهي مسيرته السياسية.

تداعيات سجن بولسونارو على المشهد السياسي البرازيلي

من داخل السجن، أيد بولسونارو بشكل علني ترشيح ابنه فلافيو للرئاسة. وقد أكد فلافيو، البالغ من العمر 44 عامًا، من خلال مكتبه في مجلس الشيوخ، عزمه خوض الانتخابات الرئاسية في أكتوبر 2026 ضد مرشح الحزب الليبرالي. ووصف فلافيو قراره بالترشح بأنه “لا رجعة فيه”، مما يمثل تحديًا مباشرًا للرئيس لولا دا سيلفا، الذي يسعى للحصول على ولاية رابعة غير متتالية.

أعلن فلافيو على منصة X أنه تلقى “تكليفًا” من والده، جايير بولسونارو، بمواصلة “المشروع الوطني”. كما أكد مكتبه أنه زار والده في السجن. هذا الدعم العلني من بولسونارو الأب قد يعزز فرص فلافيو في الحصول على دعم قاعدة أنصار والده المخلصة.

ردود الفعل الدولية وتأثيرها المحتمل

أثارت إدانة بولسونارو ردود فعل دولية متباينة. وحذر السيناتور الأمريكي ماركو روبيو البرازيل من أن الولايات المتحدة سترد على إدانة بولسونارو. كما فرضت إدارة ترامب عقوبات على قاضية برازيلية أشرفت على التحقيق في مؤامرة بولسونارو. تُظهر هذه التطورات مدى تعقيد العلاقات بين البرازيل والولايات المتحدة، وتأثير القضايا السياسية الداخلية على العلاقات الثنائية.

تتزايد التكهنات حول تأثير هذا الفيلم على الرأي العام البرازيلي، خاصةً في ظل الانقسامات السياسية العميقة التي تشهدها البلاد. من المرجح أن يثير الفيلم جدلاً واسعًا، وقد يؤثر على الحملات الانتخابية المستقبلية. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يراقب المراقبون عن كثب ردود الفعل على الفيلم، وكيف ستؤثر على صورة بولسونارو في الداخل والخارج.

في الختام، يمثل إنتاج فيلم “بولسونارو” تطورًا هامًا في المشهد السياسي البرازيلي. من المتوقع أن يستمر الجدل حول الفيلم وسجن بولسونارو في التأثير على السياسة البرازيلية في الأشهر والسنوات القادمة. وستكون الانتخابات الرئاسية لعام 2026 بمثابة اختبار حقيقي لقوة دعم بولسونارو، وقدرة ابنه فلافيو على خلافة والده.

شاركها.