أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) عن مواعيد النسخة الأولى من بطولة كأس العالم لكرة القدم للسيدات الموسعة، والتي ستقام بمشاركة 32 فريقًا. هذا القرار يمثل تحولاً هاماً في تاريخ كرة القدم للسيدات، حيث ستشهد الرياضة لأول مرة هذا العدد من الفرق المتنافسة على اللقب العالمي. الحدث، الذي طال انتظاره، سيغير بشكل كبير مشهد الرياضة النسائية.
وستُعقد البطولة في الفترة من 10 يناير وحتى 10 فبراير من العام 2027، وذلك بعد اعتماد المواعيد من قبل مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال اجتماع في الدوحة، قطر. ستشمل البطولة 32 دولة، مما يجعلها أكبر وأكثر شمولاً من النسخ السابقة التي اقتصرت على عدد أقل من المنتخبات المشاركة. هذا التوسع يهدف إلى تعزيز تطوير كرة القدم النسائية على مستوى العالم.
توقيت البطولة وتأثيره على الدوريات المحلية والإقليمية
اختيار شهر يناير لتنظيم البطولة أثار بعض الجدل، حيث يتزامن مع فترة النشاط في الدوريات الأوروبية الكبرى للسيدات. ومع ذلك، أوضح الاتحاد الدولي لكرة القدم أن هذا التوقيت تم اختياره بعناية لتجنب التعارض مع دوري أبطال أوروبا للسيدات الذي يكون في فترة توقف خلال هذه الفترة.
التأثير على الدوريات الأوروبية والأمريكية
سيكون توقيت البطولة بمثابة تحدٍ للدوريات المحلية في أوروبا، مثل دوري السوبر للسيدات في إنجلترا، حيث ستضطر الأندية إلى إطلاق لاعباتها للمشاركة مع منتخباتها الوطنية. في المقابل، سيكون دوري كرة القدم للسيدات في الولايات المتحدة الأمريكية في نهاية موسمه، مما قد يقلل من تأثير البطولة على هذا الدوري تحديدًا.
من المهم الإشارة إلى أن هذا التغيير في التوقيت يعكس استراتيجية الاتحاد الدولي لكرة القدم لزيادة التنافسية والاهتمام بـكرة القدم للسيدات. يهدف الاتحاد إلى جذب المزيد من المشجعين والمستثمرين إلى هذه الرياضة، وهو ما يتطلب تنظيم بطولات عالمية ذات مستوى عالٍ وفي توقيت مناسب للاعبات والجمهور على حد سواء.
هيكلية البطولة وتوزيع المقاعد
ستتبع البطولة هيكلية جديدة وموسعة، حيث ستنقسم الفرق الـ 32 إلى 4 مجموعات، تضم كل مجموعة 4 فرق. بعد انتهاء الدور الأول، ستبدأ مباريات الإقصاء المباشر، بدءًا من دور الـ 16 وصولاً إلى المباراة النهائية.
بالإضافة إلى ذلك، سيتم إجراء مرحلة دور تمهيدي بنظام خروج المغلوب، بمشاركة 6 فرق. وستتأهل 3 فرق من هذه المرحلة لتنضم إلى الفرق الأخرى في دور المجموعات. هذه المرحلة التمهيدية تمنح فرصة للمنتخبات الأقل تصنيفًا للتنافس على مكان في البطولة الرئيسية.
توزيع المقاعد بين الاتحادات القارية
وفقًا للقرار الجديد، ستحصل أوروبا على 5 مقاعد مباشرة في البطولة، بينما ستحصل اتحادات آسيا وأفريقيا والكونكاكاف وأمريكا الجنوبية على مقعدين لكل منها. وسيتم تخصيص المقاعد الستة المتبقية للمشاركين في مرحلة الدور التمهيدي، حيث ستضم هذه المرحلة الفرق من جميع الاتحادات القارية بالإضافة إلى فريق من أوقيانوسيا.
يعكس هذا التوزيع جهود الاتحاد الدولي لكرة القدم لتوسيع قاعدة المشاركة في البطولات العالمية لكرة القدم، ومنح المزيد من الفرص للمنتخبات من مختلف أنحاء العالم لإظهار موهبتها وقدراتها. يُعتبر هذا التوزيع أكثر عدالة وتوازنًا من التوزيعات السابقة التي كانت تعطي الأفضلية لبعض الاتحادات القارية على حساب الأخرى.
وتشير التقارير إلى أن هذا التوسع يأتي في إطار خطة شاملة لتطوير الرياضات النسائية بشكل عام، وزيادة الاستثمار فيها، وتوفير المزيد من الفرص للاعبات والمدربات والإداريات. يهدف الاتحاد الدولي لكرة القدم إلى تحقيق المساواة بين كرة القدم للرجال وكرة القدم للسيدات، وجعل كرة القدم للسيدات رياضة عالمية تحظى بنفس القدر من الاهتمام والتقدير.
من الجدير بالذكر أن هذا القرار يتماشى مع الاتجاهات العالمية المتزايدة نحو تعزيز دور المرأة في الرياضة، وزيادة تمثيلها في المناصب القيادية والإدارية. تعتبر كرة القدم للسيدات من أسرع الرياضات نموًا في العالم، وتشهد زيادة كبيرة في عدد الممارسين والمشجعين والمستثمرين.
الخطوة التالية المتوقعة هي تحديد البلد المضيف للبطولة، وهو ما من المقرر أن يتم الإعلان عنه في الربع الأول من عام 2024. تتزايد التكهنات حول الدول التي ستتقدم بطلب استضافة البطولة، ومن المتوقع أن يكون هناك منافسة قوية بين العديد من الدول الطامحة في استضافة هذا الحدث الرياضي العالمي. سيتم تقييم الطلبات بناءً على معايير محددة، بما في ذلك البنية التحتية والمرافق الرياضية والقدرة على استضافة البطولة بشكل آمن وفعال.
يبقى أن نرى كيف ستسير الأمور في الأشهر والسنوات القادمة، وما هي التحديات التي ستواجه الاتحاد الدولي لكرة القدم في تنظيم هذه البطولة الموسعة. ومع ذلك، فإن هذا القرار يمثل خطوة إيجابية نحو تطوير كرة القدم للسيدات، وجعلها رياضة عالمية حقيقية.






