في عصر الشهرة السريعة، باتت الكاميرا والهاتف وسيلة صعود مفاجئ إلى أضواء مواقع التواصل، لكن هذا الحلم تحول إلى كابوس بالنسبة لـ”علياء قمرون” المعروفة باسم موكا موكا، بعد أن انتهى بها المطاف خلف القضبان بتهم تتعلق بنشر محتوى خادش للحياء وغسل الأموال.
من شوارع القاهرة إلى شاشات الهواتف
لم تولد علياء وفي فمها ملعقة من ذهب نشأت في أحد أحياء القاهرة الشعبية، وعملت في طفولتها بائعة مناديل في الإشارات المرورية، قبل أن تقرر البحث عن حياة أفضل عبر منصات التواصل الاجتماعي.
بداية شهرة ونهاية مفاجئة
دخلت علياء عالم “التيك توك” بنشر مقاطع مثيرة للجدل، وصفها الأمن بـ”الخادشة للحياء” والمخالفة لقيم المجتمع، وهو ما أدى إلى رصد نشاطها من قبل الجهات المختصة، والقبض عليها بتهمة بث محتوى غير لائق عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وبحسب بيان النيابة العامة، قررت نيابة الشؤون الاقتصادية وغسل الأموال حبسها 4 أيام على ذمة التحقيق، قبل أن يتم تجديد الحبس لـ15 يومًا.
اعترافات وتبريرات
أمام جهات التحقيق، أقرت المتهمة بأنها كانت على دراية بأن ما تنشره قد يثير الجدل، لكنها نفت نيتها الإخلال بالآداب العامة، وقالت: “ماكنتش أقصد.. كنت بدور على مصدر رزق، وده الطريق اللي شوفته قدامي.”
أما محاميها، فأكد أن موكلته “لم تكن تعي خطورة المحتوى”، وأن هدفها كان فقط “تحسين وضعها المادي والفرار من واقع الفقر.”
اتهامات بغسل أموال والدائرة تتسع
لم تقف التحقيقات عند حدود المحتوى فقط، بل توسعت لتشمل شبهة تورطها في غسل أموال ناتجة عن أرباح مشبوهة من محتوى الفيديوهات، ما أضفى على القضية بُعدًا أكثر تعقيدًا وخطورة.
وبحسب ما ورد في التحقيقات، فإن والد المتهمة أشار إلى أن المبالغ المالية التي حصلت عليها من منصات التواصل كانت تفوق قدرتها على تفسير مصدرها، ما فتح باب الشكوك أمام جهات التحقيق.
حملة أوسع ضد محتوى مخالف
لم تكن “موكا موكا” الحالة الوحيدة فقد تم القاء القبض خلال الأيام الماضية على عدد من صناع المحتوى، من بينهم شاب بمحافظة المنيا، ضُبط بحوزته سلاح ناري غير مرخص ومواد مخدرة، بعد تلقي بلاغات حول نشره مقاطع تحتوي على ألفاظ خادشة وترويج للفسق.
كما أمر النائب العام بحبس 8 متهمين احتياطيًا على ذمة التحقيقات لبثهم محتوى غير أخلاقي عبر “تيك توك”، بينما تم إخلاء سبيل اثنين آخرين بكفالة مالية، مع إدراجهم جميعًا على قوائم المنع من السفر، ومنعهم من التصرف في أموالهم.

وأكدت النيابة العامة أن التحقيقات أسفرت عن ضبط أجهزة إلكترونية استخدمت في إدارة الحسابات ونشر مقاطع تتضمن “ألفاظًا خادشة ومخالفة للآداب العامة”، مؤكدة عزمها اتخاذ إجراءات رادعة تجاه من ينشر محتوى مخلًا أو يهدد القيم الأسرية والاجتماعية.
مخاوف من تأثير المحتوى على النشء
أشارت النيابة العامة في بيانها إلى أن انتشار هذا النوع من المحتوى يشكل خطرا حقيقيا على فئة الشباب والأطفال.