قال الدكتور سعيد سلام، مدير مركز “فيجن” للدراسات الاستراتيجية، أن السماح باستخدام صواريخ “أتاكمز” يأتي في وقت حساس، حيث يعتقد أن القرار هو رد مباشر على التقارير التي تتحدث عن تورط كوريا الشمالية في النزاع، كما أن القرار يبعث برسائل متعددة، أولًا إلى كوريا الشمالية وروسيا بأن التورط المباشر للجيش الكوري الشمالي قد يفاقم الوضع ويؤدي إلى تصعيد إضافي، وثانيًا إلى أوكرانيا بأن الدعم الغربي مستمر وأن الولايات المتحدة وحلفاؤها ملتزمون بحمايتها من الغزو الروسي المستمر منذ ما يزيد عن 10 سنوات.
وأضاف سلام، خلال مداخلة هاتفية من كييف، لـ «برنامج مصر جديدة»، مع الإعلامية إنجي أنور، المذاع على قناة etc، لأنه مع اقتراب فصل الشتاء بدأت روسيا في استهداف محطات الكهرباء والبنية التحتية الحيوية في أوكرانيا، مما يثير المخاوف من أن الشتاء القادم سيكون الأصعب منذ بداية الحرب، فيهدف هذا التصعيد إلى الضغط على الحكومة الأوكرانية، ليس فقط من خلال إضعاف قدرتها على تأمين الإمدادات الأساسية، بل أيضًا من خلال التسبب في أزمات إنسانية قد تدفع المزيد من الأوكرانيين إلى الهجرة إلى دول الاتحاد الأوروبي، مما يزيد من الضغوط الاقتصادية والسياسية على هذه الدول.
وأوضح سلام، أن روسيا تسعى من خلال هذه الهجمات إلى الضغط على المجتمع الأوكراني وتحدي القيادة الأوكرانية على طاولة المفاوضات، كما أن هذه الاستراتيجية قد تؤدي إلى مزيد من الأزمات الداخلية في أوكرانيا، مما قد يضعف قدرتها على الاستمرار في القتال.
واختتم سلام، أن مع استمرار الصراع في أوكرانيا وتصاعد التحالفات العسكرية المعقدة، يبقى الوضع في المنطقة على حافة الانفجار، يتضح أن القوى الدولية الكبرى ستظل تلعب دورًا محوريًا في تحديد مستقبل النزاع، حيث تسعى كل من روسيا وأوكرانيا إلى استغلال الدعم الدولي لصالحهما، في الوقت نفسه فإن المخاوف من تداعيات تصعيد عسكري أوسع تزداد، مع اقتراب شتاء قد يكون الأكثر قسوة في تاريخ النزاع الحالي.