وحول أهمية فيتامين “د” لصحة الأطفال والجرعة الموصى بها للأطفال المصابين بالصرع، أوضح الأستاذ الدكتور فهد البشيري رئيس الجمعية السعودية لطب أعصاب الأطفال، الأستاذ الاستشاري في طب أعصاب الأطفال بكلية الطب جامعة الملك سعود، أن فيتامين ”د“ يلعب دورًا هاماً في الحفاظ على صحة العظام وقوة العضلات والوظيفة المناعية وانتقال الإشارات العصبية في الجهاز العصبي المركزي،، ويعاني المصابين بالصرع لخطر كبير للإصابة بنقص فيتامين ”د“ بسبب أدوية مضادات الاختلاج، مما يؤدي إلى ضعف العظام وزيادة خطر الإصابة بالكسور.
وقال الأستاذ الدكتور فهد البشيري: ”بالنسبة للأطفال المصابين بالصرع، لا يوجد دليل قاطع يوصي بجرعة محددة من فيتامين “د”، وأظهرت تجربة أجريت بموافقة مجلس المراجعة المؤسسي بجامعة الملك سعود، أن تصحيح حالة نقص فيتامين “د” أدى إلى زيادة عدد الأطفال الخاليين من النوبات، وكان علاج 2,6 طفل يعانون من نقص فيتامين “د” ضروريًا لزيادة فرص عدم حدوث النوبات.
وأوضح أن علاج فيتامين “د” للبالغين المصابين بالصرع أدى إلى تقليل تكرار النوبات بنسبة 30٪ في مجموعة العلاج مقارنة بمجموعة إدارة النوبات، كما أظهرت دراسة تجريبية أجريت على البالغين انخفاضًا كبيرًا في النوبات بنسبة 40٪ بعد تصحيح نقص فيتامين “د“.
فيتامين “د” وعلاج الأورام
وأشار الأستاذ الدكتور محمد جان، أستاذ واستشاري طب أعصاب الأطفال وعلم وظائف الأعصاب السريرية بقسم طب الأطفال بكلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز بالمملكة العربية السعودية، إلى أن نتيجة معروفة لأورام المخ الأولية أو النقيلية تظهر في 13-24% من الأطفال، وهي المظهر السريري الوحيد في 7%، وغالبًا ما تتوافق السيطرة على النوبات مع نمو الورم ويمكن أن تتحسن مع علاج الورم، وأن الأورام في المخ هي ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين الأطفال ويبلغ معدل الإصابة السنوي الإجمالي 7/100000 من السكان.
وقالت الدكتورة رائدة البرادعي استشارية طب أعصاب الأطفال وأخصائية الصرع، مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام: ”أن مرض الصرع يصيب 50-70 مليون شخص حول العالم، ويصاب ما يقرب من 1% من السكان بالصرع خلال حياتهم، ويعاني المرضى من نوبات متكررة وهي مظهر سريري لتفريغات عصبية، ولم توفر خيارات الأدوية المتزايدة إلى نتائج أفضل حيث يعاني المرضى من نوبات متكررة قبل استعمال الدواء “المناسب”، وهناك حاجة للتنبؤ باستجابة أدوية محددة لكل حالة مريض بشكل فردي“.
واختتمت الدكتورة البرادعي: ”تمت الموافقة على أكثر من 30 دواء جديد لعلاج الصرع في الثلاثين عامًا الماضية، ولا يوجد تغيير في معدل خلو الجسم من النوبات أو إدراتها بشكل فعال، وثلث المرضى لديهم مقاومة للأدوية وعدم فعالية الدواء الأول هو أقوى مؤشر للنتائج على المدى الطويل، ويظل اختيار الأدوية لعلاج الصرع يعتمد إلى حد كبير على التجربة والخطأ بالنسبة للمرضى بشكل فردي، وقد يعمل نموذج التعلم الآلي كأداة لدعم القرار السريري في اختيار الدواء، وهناك حاجة إلى التقييم المستقبلي“.