عانت المطارات الهندية الرئيسية اليوم، الجمعة، من فوضى عارمة بسبب إلغاء وتأخير واسع النطاق لرحلات شركة إنديجو، أكبر شركات الطيران في البلاد. ويعود السبب الرئيسي إلى القواعد الجديدة المتعلقة بساعات عمل الطاقم، مما أثر بشكل كبير على عمليات الطيارين . تأثر آلاف الركاب، واضطروا لمواجهة صعوبات جمة في السفر.

ظهرت صور للازدحام الشديد في مطارات مثل دلهي، حيث اضطر المسافرون للنوم على الأرض والانتظار لساعات طويلة للحصول على مساعدة. وقد أثارت هذه المشكلات تساؤلات حول قدرة شركات الطيران على التكيف مع اللوائح الجديدة وضمان سلامة المسافرين.

اضطرابات رحلات الطيران بسبب قيود ساعات عمل الطيارين

بدأت المشكلة تتفاقم مع تطبيق المرحلة الثانية من اللوائح الجديدة في نوفمبر، والتي تهدف إلى معالجة مخاوف الإرهاق وضمان حصول الطيارين على فترات راحة كافية. ومع ذلك، تواجه شركة إنديجو تحديات كبيرة في مواءمة جداول عمل الطاقم مع هذه القواعد، مما أدى إلى سلسلة من الإلغاءات والتأخيرات.

أفادت التقارير أن أكثر من 300 رحلة تابعة لشركة إنديجو تم إلغاؤها يوم الخميس، بينما تأجل مئات الرحلات الأخرى. وأعلنت شركة الطيران عن إلغاء جميع رحلاتها الداخلية من مطار دلهي حتى منتصف الليل، مما زاد من معاناة المسافرين.

تشغل شركة إنديجو حوالي 2300 رحلة يوميًا وتسيطر على حصة كبيرة من سوق الطيران الداخلي في الهند، مما يعني أن هذه الاضطرابات تؤثر على عدد كبير من الركاب.

تأثير الإلغاءات على المسافرين

أحد المسافرين، ساجال بوس، كان من المقرر أن يسافر مع زوجته من كولكاتا إلى نيودلهي، لكن رحلته ألغيت قبل وقت قصير من موعد الإقلاع. اضطر إلى تغيير خططه والتوجه إلى مدينة باجدوجرا بالقطار، على أمل الحصول على رحلة أخرى إلى نيودلهي.

وصف بوس الوضع بأنه “غير مسؤول” و “إهمال كامل”، معربًا عن أسفه بشكل خاص بسبب الصعوبات التي تواجه كبار السن. ويعكس هذا التعليق الإحباط والإزعاج الذي شعر به العديد من الركاب المتضررين من هذه الإلغاءات.

الحكومة الهندية تدرس الوضع عن كثب. وأصدرت وزارة الطيران المدني بيانًا أشارت فيه إلى أن الاضطرابات نتجت عن سوء التقدير وعدم كفاية التخطيط في تنفيذ المرحلة الثانية من القواعد الجديدة. وأقرت شركة الطيران بأن تأثير هذه القواعد على قوة الطاقم كان أكبر مما توقعت.

أسباب تعطل الرحلات والحلول المقترحة

وفقًا لرسالة بريد إلكتروني داخلية للموظفين، اعتذر الرئيس التنفيذي لشركة إنديجو، بيتر إلبرز، عن الاضطرابات. وأرجع الأسباب إلى عوامل متعددة تشمل الأعطال التقنية، وتغييرات الجداول الزمنية، والظروف الجوية السيئة، والازدحام المتزايد، بالإضافة إلى تنفيذ القواعد الجديدة المتعلقة بـ الطيارين.

طلبت شركة إنديجو إعفاءات مؤقتة من بعض القواعد الجديدة، وأبلغت الحكومة بأنها تتخذ خطوات تصحيحية. وذكرت الشركة أنها تتوقع استعادة عملياتها بالكامل بحلول 10 فبراير.

وفي محاولة لتقليل الاضطرابات، أعلنت شركة إنديجو عن تخفيض في عدد رحلاتها اعتبارًا من 8 ديسمبر. يهدف هذا الإجراء إلى توفير مرونة أكبر في إدارة قوائم الطاقم والتأكد من الالتزام بالقواعد الجديدة. وتتعرض الشركة لضغوط متزايدة لضمان حصول المسافرين على معلومات دقيقة وفي الوقت المناسب حول حالة رحلاتهم. وقد يؤدي هذا إلى زيادة الطلب على شركات الطيران المنافسة.

الوضع الحالي وتوقعات المستقبل

من المرجح أن تستمر عمليات الإلغاء والتأخير في الأسبوعين المقبلين. يراقب المسافرون وشركات الطيران عن كثب التطورات، ويتوقعون مزيدًا من التحديثات حول الوضع.

تعتبر هذه الاضطرابات بمثابة تذكير بأهمية التخطيط الدقيق والتكيف السريع مع اللوائح الجديدة في صناعة الطيران. وسيستمر تقييم تأثير هذه القواعد على عمليات شركات الطيران وسلامة الركاب في الأشهر المقبلة.

شاركها.