تعتزم ساناي تاكايشي، المرأة التي يرجح أن تصبح رئيسة الوزراء المقبلة لليابان، إبقاء الطاقة النووية في صميم استراتيجية البلاد للطاقة، مع تقليص التركيز على مصادر الطاقة المتجددة المتاحة بسهولة مثل الطاقة الشمسية.

دفعت تاكايشي، التي انتُخبت حديثاً زعيمةً للحزب الحاكم في اليابان، نحو تسريع تطوير التقنيات النووية المتقدمة مثل الاندماج النووي، ودعت في وقت سابق إلى جعل البلاد مكتفية ذاتياً بالطاقة بنسبة 100%، من خلال نشر مفاعلات الجيل القادم.

دعم للأسهم النووية

ارتفعت أسهم شركات تشغيل المفاعلات النووية يوم الإثنين، إذ صعد سهم شركة “كانساي” للطاقة الكهربائية، التي تدرس حالياً بناء مفاعل جديد، بنسبة وصلت إلى 5.8%، في حين ارتفع سهم “شركة طوكيو للطاقة الكهربائية”، التي تكافح منذ سنوات لإعادة تشغيل أكبر محطة نووية في اليابان، بنسبة بلغت 6.5%.

يمثّل الموقف المؤيد للطاقة النووية استمرارية لسياسات الإدارات السابقة، التي سعت إلى بناء وحدات جديدة، وإعادة تشغيل المفاعلات المتوقفة منذ كارثة فوكوشيما عام 2011. وتُعد اليابان من الدول التي تدعم الطاقة النووية للمساعدة في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري المستورد وخفض الانبعاثات.

وقال عمر صادق، المحلل في “بلومبرغ إن إي إف” إن “فوز تاكايشي في انتخابات رئاسة الحزب الليبرالي الديمقراطي يُعد انتصاراً للطاقة النووية والتقنيات الجديدة مثل الاندماج النووي والخلايا الشمسية المصنوعة من مادة البيروفسكايت، وخسارة لقطاع الطاقة المتجددة، خصوصاً تلك التي تعتمد على المعدات الأجنبية”.

مواقف متحفظة تجاه الطاقة الشمسية

ستكون تاكايشي البالغة من العمر 64 عاماً، أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في اليابان، وقد أعربت في مناسبات عدة عن مخاوفها من التوسع في استخدام الطاقة الشمسية.

وقالت إنها تعارض “الاستمرار في تغطية أراضينا الجميلة بألواح شمسية مصنوعة في الخارج”، مؤكدة أنها ستعمل على إصلاح برامج الدعم الحالية التي تشجّع هذا النوع من الطاقة المتجددة. وتستورد اليابان حالياً معظم وحداتها الشمسية من الخارج.

اقرأ أيضاً: “مايكروسوفت” توسع صفقات الطاقة المتجددة مع “شيزن إنرجي” اليابانية

كما أعربت عن دعمها لاستخدام ألواح البيروفسكايت، وهي أغشية شمسية من الجيل الجديد يُقال إنها أكثر كفاءة ومرونة في إنتاج الطاقة.

تحديات إعادة تشغيل المفاعلات النووية

رغم دعمها القوي للطاقة النووية، ليس من الواضح ما إذا كانت تاكايشي ستتمكن من تسريع وتيرة إعادة تشغيل المفاعلات النووية المتوقفة في البلاد.

وتمتلك اليابان 33 مفاعلاً تجارياً، تمكّن 14 منها فقط من استئناف العمل وفق القواعد الصارمة التي وُضعت بعد فوكوشيما. كما تواجه عمليات إعادة التشغيل عقبات تنظيمية كبيرة وتتطلّب موافقة الحكومات المحلية.

أما “الاندماج النووي” وهي التقنية النووية التي تفضّلها تاكايشي، فما تزال في مراحلها الأولى، ومن المرجّح أن تحتاج إلى عقود قبل أن تصبح مجدية تجارياً.

وكانت اليابان قد عدّلت استراتيجيتها الوطنية للاندماج النووي في يونيو الماضي، بهدف تطوير مشاريع تجريبية خلال ثلاثينيات هذا العقد. كما تشجع تاكايشي الاستثمار في تطوير موارد الوقود الأحفوري داخل البلاد وخارجها لتعزيز أمن الطاقة.

وقال صادق إن زعيمة الحزب الديمقراطي الليبرالي الجديدة قد تدفع اليابان أيضاً نحو تقاعد تدريجي أبطأ لمحطات الطاقة، مع دعمها لتقنيات احتجاز الكربون وتخزينه واستخدام الأمونيا للمساعدة في إزالة الكربون من تلك المنشآت.

شاركها.